مجلة الحكمة للدراسات الاجتماعية
Volume 1, Numéro 2, Pages 128-145
2013-06-01

الاتصال... وممارسة العنف الرمزي للقيادة التربوية.

الكاتب : سعد حيدش .

الملخص

بلا شك فإن المعرفة الاتصالية للقيادة التربوية والإدارية قلبت موازين الأطر التنفيذية للتربية وأخضعت كل محتوياتها إلى رؤية نقدية وأصبحت المباحث التربوية تشكل حقيقة معرفية للوصول إلى نتائج أكثر تمثيلا للواقع، إذ نجد الثورة الهادفة للمعرفة عرفتها بعض البلدان المتقدمة تكنولوجيا,كما تؤكد الحقائق أن الاتصالات لها دور فعال في تحديد التطورات الاجتماعية، إذ تكتشف في كل حالة اجتماعية تأثيرات تقنية وجهازها الثقافي. ويوضح البعض بأن تطور التكنولوجيا واستثمارها في مجالات شتى يعكس الوجه الاجتماعي وتطور نماذجه، فعلى إثر التحليل السوسيولوجي حسب رأى بعض المختصين(1)الذي يكشف مدى الترابط العلائقي بين الصورة التقنية الثقافية لهذا التواصل والملمح الإنساني الاجتماعي القائم، والتربية بدورها تزود الفرد بمعارف ومهارات تساهم في تكوينه وتنمي فيه الملكة النقدية، وهو ما يفتح له تجاوب مع الأسئلة المعرفية التي يثمنها الاتصال، إذ التربية تؤسس للفرد لغة رمزية وتطور فيه الحوار والفكر الاتصالي الذي يحدد بدوره المفاهيم المستخدمة في تصنيع هذه التكنولوجيا الاتصالية التي تساهم هذه الأخيرة في نشر التراث الثقافي,وتطرح عملية التلازم أنه لا يمكن أن يتحقق الاتصال داخل المؤسسة التربوية إلا من خلال عملية تفاعل متواصل بين مختلف أعضاء المؤسسة تتجسد في هذه الحالة السلوكات المتوقعة نتيجة العلاقات المركبة من التأثير والتأثر حيث تزداد العلاقة الاتصالية وتتوطد عملية التفاعل كصلة لجملة الخبرات والتجارب النابعة من الاحتكاك. وتعتبر مرحلة مستمرة لطابع التنشئة الاجتماعية التي يتمكن أعضاء المؤسسة من خلالها امتلاك مجموعة الرموز الاتصالية والصيغ التي تستعمل ضمن المواقف, ورغم تعدد النماذج للقيادة وتعاقبهم على مراكز التسيير فإننا نلاحظ من له صفات التسامح مع مستخدميه وهناك من يحمل صفة الدكتاتوري في معاملته إلى جانب القائد الديمقراطي الذي يحسن المعاملة ويجمع بين الجانب الإنساني وجانب الانضباط الوظيفي.ونظرا لوزنه في إدارة المؤسسة ومدى تفاعله مع الفريق التربوي فإن وجوده يحقق الأهداف خاصة إذا كان يتمتع بمهارات وقدرات فنية تستهوي التبعية من قبل طاقات الموظفين, إذ يعرف أن لكل قيادة أتباعا طوعيين لأن مهام القيادة هي إيجاد فرص للحرية للعاملين باعتبار أن له قدرة التأثير على الموظفين ولكونه يعرف كيف يعالج الموضوعات المطروحة و الظرفية وهذا نتيجة تدربه على مهارات الاتصال , مما يزيد في فسحة المشاركة للأعضاء التربويين في كيفية المساهمة في اتخاذ القرار وطرح انشغالاتهم وإبداء الاقتراحات والحلول المناسبة , وهو ما يجعل القائد صاحب رؤية عميقة في معالجة القضايا وله قراءات متعددة للمواقف قبل إصدار أي حكم,كما تعطي كفاءة القائد وتكوينه المعرفي والميداني طبيعة خاصة لرقابة مصالحه ومتابعة انشغالات العاملين بها, وبصيغة أخرى فإذا كانت عملية الاتصال داخل الحيز التربوي تفتقر إلى الأسلوب الممنهج فإنها تنعكس على الأداءات ,وبالتالي فإن فشل عملية الاتصال للقائد الإداري أو التربوي بالمؤسسة تؤدي إلى اضطراب في سلوك المعلمين وينعكس ذلك على مردود المتعلمين بالضرورة .ومن خلال هذا التصور تتشكل لدينا هذه الإشكالية: - ما أثر العنف الرمزي المسلط من قبل القيادة التربوية على المدرسين خلال الاتصال التربوي ؟ ومن هذه الإشكالية تتضح جملة من التساؤلات التالية من أهمها: - لماذا تمارس القيادة التربوية العنف الرمزي على الموظفين التربويين أثناء الاتصال التربوي؟ - ما هي انعكاسات هذه الممارسة على طبيعة المتعلمين وسلوكاتهم؟

الكلمات المفتاحية

الاتصال. ممارسة العنف الرمزي القيادة التربوية.