مجلة المواقف
Volume 5, Numéro 1, Pages 97-109
2010-12-31

العقلانية والتنوير والأسطورة عند هوركهايمر وأدورنو

الكاتب : هشام عمر النور .

الملخص

لا يمثل التنوير، الذي هوموضوع للنقد عند هوركهايمر وأدورنوفي كتابهما "جدل التنوير"، فترة زمنية معينة وإنما يعني سلسلة من الإجراءات الذهنية والعملية تتمثل في إزالة التفكير الأسطوري والسحري والرؤية الدينية للعالم واستبدالها بالتفكير العلمي. وإزالة السحر عن العالم تعني تحديداً إزالة الحيوية (نزع الحياة) عن مادته وتفكيك الأساطير وإحلال المعرفة محل الوهم. وقد هدف التنوير دائماً إلى تحرير الإنسان من الخوف وتأسيس سيادته. ومع ذلك فقد كانت نتائج التنوير كارثة على الإنسانية. فمع التنوير سادت فكرة لدى الفلاسفة تقول بالتطابق بين عقل الإنسان وطبيعة الأشياء، وهي فكرة طابعها بطريركي: فالعقل الإنساني، الذي تجاوز الأسطورة، سيطر على العالم، الذي أُزيل السحر عنه. وصارت المعرفة والسلطة متطابقتين. فالإنسان يريد أن يعرف من الطبيعة ما يسمح له بالسيطرة عليها وعلى الإنسان الآخر. نتج عن ذلك، وعلى الرغم من التنوير، القضاء على أي أثر من الوعي بالذات. وهذا يعني أن النوع الوحيد من التفكير، الذي كان صلباً بدرجة تكفي لتحطيم الأسطورة، كان تفكيراً محطماً للذات. ولم تعد الحقيقة مرتبطة بالإشباع وإنما بالعمل. وصار ما هوحقيقي يتكون في الفاعلية والعمل وفي اكتشاف الموضوعات العينية التي لم تكن معروفة لتسهيل حياة الإنسان وتزويدها بما هوأفضل. بما يعني أنه يجب ألاّ يكون هنالك غموض، مما يعني في الحقيقة أنه ليست هنالك رغبة في الكشف عن الغموض (Adorno, T and Horkheimer, M. 1997: 3-5)، فالعلم لم ولن يكتمل في يومٍ ما ولذلك لا بد أن يكون هنالك دائماً غموض، والرغبة المجردة في نفيه هي في الحقيقة رغبة في التغاضي عنه.

الكلمات المفتاحية

التنوير؛ هوركهايمر؛ أدورنو؛ جدل التنوير؛ التفكير العلمي