دراسات استراتيجية
Volume 11, Numéro 22, Pages 55-62
2015-12-01

الحداثة والدين رؤية نقدية للمنظور الغربي

الكاتب : عبد الحفيظ غرس الله .

الملخص

تبحث هذه المقالة في الثنائية المفاهيمية للحداثي مقابل الديني، وهي تعبر عن واقع موضوعي أكثر منه أمثولة Mythe، وهذه الثنائية سيطرت على المخيال الاجتماعي لدى كثير من المجتمعات الحديثة، بل تحولت في ظل التصورات التي تشهدها المجتمعات الغربية خصوصاً، إلى مجال خصب لتشكيل الصور المستقبلية، وتحديد الطرح الأفضل إنسانية والحلم الذي لا يزال يتجافى عن الواقع. ولدّت هذه الإشكالية المعرفية، أزمة في خطاب علم الاجتماع المعاصر منذ بداياته الأولى، وفي مرحلة تموضعه كهوية علمية قائمة بذاتها. فعلم الاجتماع كفعل تحليل المجتمع وتطوره بالشكل الموضوعي والتنظيمي، ولد من خلال عمليات الكبرى للتغير الاجتماعي والذي أفرز المجتمع الحداثي. وبالتالي فهو في ذاته يمثل نتاجا للحداثة، حيث أدى انخراط علم الاجتماع في مسار الحداثة والتحديث إلى نظر علماء الاجتماع للدين أنه معارض للحداثة، وأنّ عمليات التصنيع والتمدن والعقلانية، ستؤدي إلى انحلال عالم القيم الدينية. وستنكشف فيما بعد أن هذه الفرضية حول تجاوز الحداثي للديني غير دقيقة تماما، فهناك في الواقع تزاوج للحداثي كفعل حضاري أنتجه مسار تاريخي بالديني الذي يحاول أن يسيطر على الحدث البارز في مجرى الأحداث والظواهر. وكأنّ بالديني وتداعياته الاجتماعية، يسعى أن يكون هو الشكل الحداثي البديل عن كل ما يصفه بالحداثة المبتذلة، التي تحاول تجريد الأفراد من محتواهم الروحي وانتمائهم السحيق لعمق التاريخ.

الكلمات المفتاحية

الحداثة، الدين، العلمنة، الغرب، العقلانية، علم الإجتماع.