مجلة العلوم القانونية والاجتماعية
Volume 3, Numéro 2, Pages 362-371
2018-06-01

تجنيد الأطفال في النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية

الكاتب : نجيب عوينات . محمد الصالح قشي .

الملخص

تعتبر الأسرة البيئة الطبيعية التي يولد الطفل فيها و ينمو و يكبر، بل هي الرحم النفسي و الاجتماعي الذي يزوده بالحنان و الاطمئنان و ينمي فيه خبراته و قدراته التي يحتاجها و تلزمه في حياته المستقبلية. فقدومه إلى حياة أبويه له اعتبارات كثيرة و أهمية لا مثيل لها في حياتهما. فضلا عمن حملته وهنا على وهن ثم وضعته بآلام شديدة و أرضعته من ثدييها متوسمه فيه السند و الأمل ساهرة و مكابرة رفقة والده، يسعيان معا و دائما لخلق المناخ الأنسب لطفلهما لتنمية العملية التربوية و التعليمية لديه. مما لا يدع شكا أن خروجه منها سيشكل له انهيارا في بنية الأنظمة التي يعتمد عليها في كافة شؤونه، و زلزالا هداما يضرب أركان أسرته. و نحن هنا نتحدث عن الخروج غير الطبيعي للطفل، بل نتحدث عن خروجه الغادر من أحضان والديه، خروجا مؤلما موجعا. تقترفه أياد غادرة وقلوب حاقدة ليس لشيء إلا لمتاع قليل من متاع الدنيا الزائلة. إنه تجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة الذي وجد في الفقرة الضعيفة في العمود الفقري للأسرة و المجتمع الفريسة السهلة و الضحية التي لا تقوى على المقاومة بل و حتى أنها يمكن ألا تدرك ممن جندت و فيما جندت و إلى أين نقلت و ما معنى حمل السلاح وإطلاق النار، هذا طبعا إن قدر لها البقاء على قيد الحياة. لقد سادت في السنوات الأخيرة ظاهرة تجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة بشكل لفت انتباه العالم بأسره، و أصبح موضع اهتمام المجموعة الدولية، و مصدر قلق لها. فمن جهة نلاحظ كثرة و انتشار النزاعات المسلحة على اختلاف أنواعها دولية منها و غير ذات الطابع الدولي، تغذيها أطماع سياسية، و تستخدم في سبيل ذلك أطفالا كجنود في فرق و ميليشيات تتبع أحد القادة السياسيين أو العسكريين.

الكلمات المفتاحية

تجنيد الأطفال ؛ النظام الأساسي ؛ المحكمة الجنائية الدولية