مجلة العلوم الاجتماعية والإنسانية
Volume 9, Numéro 1, Pages 291-302
2016-06-30

الجمالية نحو رؤية إسلامية

الكاتب : بلخير ليلى .

الملخص

برغم الفتوحات الكبيرة التي عرفها المسلمون في مختلف أبواب العلوم والمعرفة إلا أن البحث الجمالي لم يظهر في مؤلفات مستقلة، وهنا السؤال هل ذلك يعنى مناهضة الدين للتفكير الجمالي؟ أم أن طبيعة الجمال وطبيعة الدين منفصلان بالضرورة؟ أم الأمر مجرد إدعاء لإفراغ الجمالية من محتواها الحضاري، واعتبار مناهج الفلسفة الوضعية هي الجمالية الوحيدة بترسانتها التقنية المتفوقة، وهل هناك تفسير علمي للشبهة المقزمة للنوع الجمالي الإسلامي؟ وإذا كانت هناك جمالية إسلامية فما هو مصدرها، وما هي أبعادها؟! وكيف السبيل لبناء نظرية شاملة، لصوغ منهج تطبيقي محكم لدراسة الآثار الجمالية؟! ومن خلال الإجابة عن هذه الأسئلة يتحدد الهدف من الدراسة كما يشير العنوان، ويتلخص في محاولة إيجاد تفسير علمي من شأنه تسليط الضوء على ملامح الجمالية الإسلامية تصورا ومنهجا. أما المنهج فقد اتخذت الدراسة منهجا تاريخيا يتتبع المصطلح وهو يتطور انطلاقا من مصدره الأول وهو القرآن الكريم، بالإضافة إلى تحليل وتوصيف المصطلح سواء في مصادره أو في الدراسات، من أجل الإمساك بالمنظور الذي أطر مصطلح الجمالية، وهو المنظور الإسلامي. وإن انطلقنا من شبهة القائلين بعدم وجود تفكير فلسفي تنظيري قائم بذاته خاص بالجمالية، فلا مجال للمقارنة بين الفلسفات الجمالية في الفكر الوضعي وجمالية تستند إلى تصور إلهي ثابت الدعائم، وممكن التفاوت أن الفلسفات الجمالية الوضعية التي تمتد جذورها إلى العهد الإغريقي انطلقت من هاجس رئيس هو حيرة البحث الدائب عن منظور لحقيقة الجمال، وهذا تفسير التراكمات الفلسفية التي تعبر عن الانشغال العميق بإيجاد تصور أشمل من سابقه يملأ ثغرات الفراغ الروحي والقلق الفكري. وصل الدراسة إلى أن الجمالية الإسلامية تصاغ منهجا من خلال التصور كمحور ثابت، تدور على فلكه ثلاث دوائر، دائرة التفسير، دائرة الدراسات القرآنية ثم دائرة النقد في اتساعها على حقل الإبداع الإنساني المتنوع، ومن ثم تستمد الجمالية الإسلامية من المحور الثابت ووسائلها من الدوائر المتلاحقة تأثيرا وتأثرا.

الكلمات المفتاحية

الجمالية الإسلامية، الفلسفة، التصور