المعيار
Volume 7, Numéro 2, Pages 312-329
2016-12-31

التكتلات الاقتصادية الإقليمية وانعكاساتها على بعض مؤشرات الأداء الاقتصادي الكلي قراءة في واقع تجربة الاتحاد الأوربي

الكاتب : طالم صالح .

الملخص

يعالج هذا المقال إحدى المواضيع الأكثر إثارة للجدل بين أوساط الاقتصاديين والأكاديميين، والمتمثلة في الآثار التي تحدثها ظاهرة التكتلات الاقتصادية الإقليمية على الدول الأعضاء وغير الأعضاء فيها، إذ ينظر فريق وعلى رأسهم الاقتصادي الأمريكي 3)195Paul Krugman) الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد (2008)، أن حجم الآثار التي تجنيها الدول من خلال إنشائها أو انخراطها في تكتل اقتصادي إقليمي قائم هي آثار ايجابية غير قابلة للنقاش، وذلك إيمانا وقناعة بأن هذا النوع من التكتلات يعتبر بمثابة أداة بناءة لتفعيل التجارة متعددة الأطراف مابين الدول الأعضاء مما يؤدي إلى دفع عجلة التنمية ومن ثم زيادة الرفاهية الاقتصادية. بالمقابل يرى فريق آخر أن هذا النوع من التكتلات قد أصبح يشكل مصدر قلق بالنسبة لكافة الدول خاصة الأعضاء في المنظمة العالمية للتجارة، وهذا نظرا لما قد يتولد عنها من آثار سلبية معيقة لمسيرة تحرير التجارة على المستوى العالمي، حيث يرى هؤلاء أن هذه التكتلات أصبحت تشكل "حصون / قلاع" في وجه النظام التجاري المتعدد الأطراف وذلك نتيجة لإلغائها الحواجز التجارية فيما بين الدول الأعضاء وإبقائها مع الدول غير الأعضاء، ويدعم هذا الاتجاه كل من الخبير الهندي البارز في الاقتصاد الدولي (Jagdish Bhagwati 1934 ). أمام هذا الجدل المثار جاءت هذه الدراسة لبحث الأسس النظرية ومناقشة الأدلة الميدانية لمختلف الآثار التي تحدثها هذه الظاهرة على مختلف الدول الأعضاء وغير الأعضاء، ومن ثم محاولة عرض وجهة النظر الوسطية بهدف تعظيم المكاسب التي يمكن للدول الأعضاء جنيها، والتقليل قدر المستطاع من الآثار السلبية التي تكتنف مثل هذه العملية، ونظرا لتعدد المحاولات التي عرفتها هذه الظاهرة عبر قارات العالم فان بحثنا في هذه الدراسة سيقتصر على عرض تجربة الاتحاد الأوربي من خلال رصد أثارها، وهي التجربة التي يشهد لها أهل الاختصاص بأنها نموذجا ناجحا و رائدا في مجال إقامة التكتلات الاقتصادية الإقليمية.

الكلمات المفتاحية

التكتلات الاقتصادية الإقليمية، المنظمة العالمية للتجارة، الاتحاد الأوروبي..