المعيار
Volume 7, Numéro 2, Pages 40-46
2016-12-31

إنتاج الخطاب الإقناعي بمراعاة أحوال المخاطَب

الكاتب : ابن فريحة الجيلالي .

الملخص

إن اللغة كنز وضعته ممارسة الكـلام عند الأفـراد الذين ينتمون إلى بيئة واحدة، إذ لا وجود للّغة بصورة كاملة إلا ضمن المجموعة، وهي في استعمالها اليومي وسيلة يتوسّلها الإنسـان لإتمـام عملية تواصله مع الآخرين، بحيث تكون نوعية هذه اللغة على قدر منزلة المخاطَب، ولهذا فاختيار الألفاظ يساعد المتلقي في فهم المرسلة الكلامية، وكذلك التحديد في معاني الكلمات وإعطائها الدلالة المناسبة. واللغة في شكلها المنطوق أو المكتوب بالنسبة للمتكلم معايير تراعى، وميدان حركة إذ هي وسيلة حياته في المجتمع، وباعتبار الكلام حركة فاللغة نظام لهذه الحركة(1)؛ فداخل هذا النظام يمكن للمتكلم أو المرسِل أن يبدع في اللغة ضمن القوانين والقواعد التي تحكم هذا النظام، ومن ثم يصبح المرسِل صاحب إبداع(*)، حيث » يمتلك القدرة على نقل أفكاره في أشكال وطرق متنوعة، وعليه فإن الخاصية اللغوية يمكن أن تثير انفعالات متعددة ومتميزة تبعا للسياق الذي ترِدُ فيه، وينتُج عن ذلك أن نفس الانفعال يمكن أن نثيره بوسائل أسلوبية متعددة. وهكذا يكون تركيب الأسلوب وما ينتج عنه من أثر انفعالي مطابقا لخاصية الدوال والمدلولات في الدراسة اللغوية، وبهذا تمتلك الأسلوبية سُبلها الخاصة بها مثلما للُغة الخطاب هذه السبل الخاصة بها أيضا«(2). فعمل المرسِل يستند إلى وجود مصدر يأخذ منه معانيه وأفكاره والصفات اللازمة للتعابير المختلفة، وهو المجتمع الذي يعيش فيه يحوي مجموعة من التقاليد، والعادات الاجتماعية، وله مستواه المعين سواء في الثقافة والعقائد والفكر.وهذا ما يجعل الإنسان يتأثر بخبرته الاجتماعية، وهو ما يعرف بالتعلم أو الخبرة المكتسبة، كما أن الأفكار والمعلومات والمعاني لديه تتأثر بشخصيته المتمثلة في مكوناته الخاصة وميولاته وقيمه وحاجاته وانفعالاته. وهذا ما يدفعنا إلى معرفة خصوصية

الكلمات المفتاحية

انتاج الخطاب، المخاطَب، الإقناع،