مجلة المواقف
Volume 9, Numéro 1, Pages 235-257
2014-12-31

نبذة تاريخية حول الكاريكاتور

الكاتب : حسنية بلحاج .

الملخص

يعتبر الكاريكاتور بالنسبة إلى الكثير من المتتبعين محرّكا للعديد من الأحداث والقضايا، خاصة في فترات التوتر والقلاقل السياسية، كما قد يكون محرّضا على أخرى من خلال إقحامه كطرف فيما يعرف بالصراع الحضاري، مثلما حدث مع الرسوم المسيئة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، فالدول الأوروبية تعوّل عليه وبشكل كبير في تسيير شؤون كثيرة كالانتخابات وهو ما جرى بفرنسا في الانتخابات الرئاسية لعام 2012 التي كان حاضرا فيها وبقوة، كما كانت العديد من القنوات التلفزيونية الفرنسية تعتمده آنذاك للضغط على الرأي العام وتوجيهه لاختيار مرشحه المفضل، وهو النهج الذي تسير وفقه العديد من الدول المتقدمة اليوم من حيث اعتمادها عليه في العديد من المناسبات وأيضا لتمرير خطابات مشفرة لبعض الجهات، بدورها الدول التي كانت تغفله أو تتعمد تهميشه، كونه يشكل نوعا من التهديد على مصالحها بدأت تعرف نوعا من الانفراج، خاصة مع تزايد عدد المقبلين عليه واللذين وجدوا فيه تعابير ورسائل لم يعثروا عليها حتى في مقالات صحفية طويلة، فهو انغمس في المجتمع واحتك به وتبنى قضاياه وسعى لإنتاجها بأسلوب ساخر، ساخط ومعبّر في نفس الوقت، وهو ما جعل الجماهير تلتف حوله وتمنحه نوعا من الثقة، ببساطة لأنه شكّل متنفسا جديدا بالنسبة إليها، فطرحه الجريء والهادف خدمه وجعله في صدارة المواد والرسائل الأكثر طلبا، فهو بهذا المعنى يحمل خطابا قد يكون واضحا وقد يكون مشفرا يستجيب لطبيعة النظام السياسي السائد في كل مجتمع، فمن هذا المنطلق سنركز حول الجانب الكرونولوجي له في دول أجنبية كثيرة وحتى في المجتمعات العربية التي بدأت توليه نوعا من الاهتمام.

الكلمات المفتاحية

الكاريكاتور؛ التوتر؛ الصراع الحضاري؛ الانتخابات؛ تاريخ