مجلة كلية الآداب واللغات
Volume 1, Numéro 1, Pages 297-312
2015-06-14

شروخ الأنا واستبداد المركز فـي ثقافـة المقاومـة. "محمـود درويـش أنموذجـا". ”مقاربـة نقديـــة ثقافيــة

الكاتب : ليلى تحري .

الملخص

ملخـــص: لقد أيقظت المرحلة الراهنة التي تحياها الأمة العربية الثقافة العربية من سباتها بعنف و فتحتها على مراجعات شاملة وافتضح أمر التاريخ الذي كشف عن ألاعيب السيطرة و الهيمنة فقد أن الأوان لكشف الستار عن ثقافة جامدة تنشد خلودا يستحيل تحقيقه دون الانخراط في عجلة التاريخ الكوني و الإنساني، دون السعي في محاولة قراءة الإنسان بعلاقته بالعالم و مكانته في المجتمع، فأيا كان الصنع الذي نصنعه لا يمكننا الحضور و الفعل كهوية ثقافية و مساحة حضارية ما لم نسهم بشكل فعال في تكوين المشهد الفكري على الصعيد العالمي، ما نحتاج إليه هو نقد الثقافة السائدة، نقد المرجعيات بقبحها و معاييرها لأنها ثقافة ولدت التمزق و استبداد الآخر سياسيا و اقتصاديا و ثقافيا، فلم نعد نعرف ما نريد ولكن سنكون يوما ما نريد على حد تعبير محمود درويش. لقد ظهر الغرب كتلة متماسكة و فاعلة فأدى ذلك إلى مزيد من التمركز الغربي في الفكر بأنماطه و ضروبه وفي الممارسات السياسية و الاقتصادية و الثقافية حتى تأكد أن الغرب هو المركز ، و هو المسيرة الطبيعية القويمة للتاريخ. ظهر الغرب مفتتنا بمفهوم القدر التاريخي الفريد الذي يراه في نفسه كما هو مفتتن بفكرة السيطرة العالمية فعمت فكرة التمركز الغربي و صيغت فكرة الغرب المتربع على هرم البشرية. وفي إطار جدلية المركز و الهامش(نظرية التمركز الغربي)نطرح التساؤلات الآتية والتي سنسعى جاهدين للإجابة عنها . من المسؤول يا ترى عن هذا التحديد لثنائية المركز و الهامش (الأنا و الآخر)؟ إذا كان التاريخ هو تاريخ القوة، تاريخ المركز، تاريخ الأخر فكيف السبيل الى الخروج وقد انعدمت كل الفعالية. وما هو رهان الذات في مثل هذا الواقع الكوني؟ إنها مقاربة أردناها قراءة لنبرة درويش الذي ارتفع صوته عاليا مقاوما عبثية التاريخ و مسائلا كينونة الذات العربية كاشفا عن استبداد و تمركز الأخر، هي مقاربة لا تنخرط في فضاء المساءلة النقدية، و لا تحاول أن تسبر عوالم التشكيل الفني و الإبداعي الدرويشي ، و لكنها نوع من النقد الثقافي لشعرية عالية كشفت عن اضمحلال الدور الايجابي للتاريخ العربي الذي غابت معه سبل الخلاص.

الكلمات المفتاحية

الأنا-المركز- الثقافة-درويش