المجلة الجزائرية للمخطوطات
Volume 2, Numéro 3, Pages 56-86
2006-12-31

مشاركة المرأة الأندلسية في الحياة الأدبية والعلمية في عهد المرابطين 479هـ/1086م/1145م

الكاتب : محمد الأمين بلغيث .

الملخص

لقد شاركت نساء المرابطين في مجالات عدة، ومنها المجالات العلمية والأدبية، وقد برزت فيهن زينب بنت إسحاق النفزاوية التي كانت بنت تاجر كبير من القيروان، نشأت في جو متحضر، فاكتسبت الدهاء والكياسة والحنكة مما جعلها تتفوق على الرجال وتفرض شخصيتها ونفوذها في شؤون السياسة والحكم، وهو ما عبر عنه ابن الأثير بقوله:" وكانت من أحسن النساء ولها الحكم في بلاده"، فولدت زينب ليوسف بن تاشفين ولدًا عام 462هـ/1070م اسمه المعز بالله؛ فقد أدَّت زينب دور مستشار يوسف بن تاشفين الذي امتثل لنصائحها، وكلما بدت له مشكلة أو اعتورته صعوبة لجأ إليها لتقدم له المشورة والحل الممكن.وذُكِرَ أن القاضي أبا محمد عبد العزيز السوسي الصوفي قد امتحن على يديها وسيق إليها مكبلا؛وكان لها عزم وحزم وكان القاضي له أدب فبلغ زينب أنه مدح حواء امرأة الأمير سير بن أبي بكر، وفضلها على سائر النساء بالجمال والكمال، فأمرت بعزله عن القضاء فوصل إلى أغمات واستأذن عليها فدخل الباب وأعلمها به خادمها فقالت له: قل له أمض إلى التي مدحتها تردك إلى القضاء؛ والقصة تدل على مكانتها في السلطة السياسية العليا باعتراف يوسف بن تاشفين كما سلف أن ذكرنا، كما اتخذت لها كاتبًا أندلسيًّا نبيهًا هو عبد الرحمن بن أسباط(487هـ/1094م) وهو الذي أشار على يوسف قبول مساعدة ملوك الطوائف بشرط أن يسلمه المعتمد بن عباد الجزيرة الخضراء ليجعل فيها جنده وسلاحه وكبار مستشاريه وثقاته.

الكلمات المفتاحية

الأندلس، المرابطون، المرأة، الحياة الأدبية