مجلة الحقوق والعلوم الانسانية
Volume 8, Numéro 4, Pages 32-41
2015-12-15

خطة الهيمنة على الزوايا من طرف الجنرالات الفرنسيينلطمس الهوية الجزائرية: القضاء على روح المقاومة "1840م-1900م"

الكاتب : شريفة بريجـة .

الملخص

نزلت الجيوش الفرنسية بالجزائر ب"سيدي فرج" سنة 1830م ،وبعد التوغل في مختلف الجهات القريبة اكتشفوا تدريجيا خلال السنوات الأولى من تقدمهم ،بأن هذه المنطقة تتميز بالعديد من الميزات والخصوصيات والأوضاع الحضارية الغير المنتظرة لم تكن في حسبان قادتهم، الذين غامروا في ميدان مجهول عند احتلالهم للجزائر، كما لاحظته عليهم بعض الصحف الأوروبية آنذاك. فكانت مفاجئتهم كبيرة أمام المقاومة الشديدة التي واجهوها، نظرا لما تعودوه من أحكام وقوانين في مجرى الحروب: فمن العادات السائدة في الحروب التي قامت بها الجيوش الفرنسية آنذاك ، عبر أوروبا، أنهم عند ما يهزمون عسكريا دولة ما ،وفي حالة احتلال القصر ،وأسر حاكمها ،يتم إمضاء معه وثيقة الهزيمة، وبهذا تنتهي الحرب ويصبح الشعب يخضع للسلطات الجديدة التي غالبا ما ينصبها المحتل وبهذا يتقبل الهزيمة .فمثل هذا السيناريو لم يقع بعد احتلال الجزائر، وبعد هزم الداي ونفيه ، وجدوا أنفسهم يوما بعد يوم ،أمام شعب متمرد يقاومهم في أي مكان، فتطلب الأمر من الضباط أن يبحثوا عن صاحب السلطة العسكرية الحقيقي الذي يحث و يدفع بالشعب إلى المقاومة. ونظرا لجهلهم التام لهذه الجهة ،أصبحوا مضطرين على البحث والتحري ودراسة خاصيات هذا الشعب حتى يتكمنوا من إيجاد أنجع طريقة للقضاء على المحرض الذي يدفع بهم للمقاومة رغم هزيمة الداي. فاهتمامهم بالزوايا لم يكن مجرد صدفة أو فضول ،بل كما صرح به أحدهم ، بعد سنوات من دراسة المقومات الدينية، أن "الخطر يبقى يهددنا ما دامت هذه الأماكن (أي الزوايا) منبعا لروح المقاومة..." (ج .كامبون) وبهذا أصبح الضباط العسكريين في طليعة المهتمين بهذه البحوث والدراسات الانتروبولوجية تنفيذا للخطة المسطرة من طرف السلطات العليا للمملكة الفرنسية التي أصرت على الاحتلال الكامل للجزائر.

الكلمات المفتاحية

الزوايا ، الجنرالات الفرنسيين ،الهوية الجزائرية، المقاومة