مجلة الحقيقة
Volume 15, Numéro 1, Pages 174-197
2016-03-01

مفهوم النسخ وضوابطه

الكاتب : حجيرة جمال .

الملخص

اهتم علماء الإسلام بالنسخ اهتماما بالغا، وهو من أوائل العلوم التي دونوها، ويرجع اهتمامهم به نظرا لتعلقه بالقرآن الكريم، وبالتحديد معرفة أحكامه وتشريعاته، ويعرف النسخ في اللغة بمعنى النقل والتبديل والتحويل والابطال، وأما في الاصطلاح فاختلفت تعريفات العلماء له، ويرجع ذلك إلى سببين رئيسين هما بناء التعريف الاصطلاحي في ضوء التعريف اللغوي، وتحديد التعريف الاصطلاحي بناء على أنواع النسخ إقرارا أو إنكارا، ويمكن الجمع بين التعريفات المختلفة بالقول أن النسخ اصطلاحا هو رفع حكم متقدم بدليل متأخر عنه، و أما ضوابط النسخ فهي كثيرة وأهمها ثلاثة وهي أن يكون الحكم في الناسخ والمنسوخ متعارضين، وأن يكون الحكم المنسوخ ثابتا قبل ثبوت حكم الناسخ، وأن يكون الطريق الذي ثبت به الناسخ مثل الطريق الذي ثبت به المنسوخ أو أقوى منه. ومعرفة مفهوم النسخ وضوابطه وفق التأصيل الشرعي الصحيح يخدم أصالة النص القرآني ويرد الكثير من الشبه والمغالطات التي تثار حول تغير الأحكام الشرعية وعدم ثباتها، وأن النص القرآني نص تاريخي جاء لتلبية حاجات اجتماعية مؤقتة، ولكن النسخ الذي لا يتعلق إلا بآيات قليلة يفند ذلك؛ لأن الأصل في النص القرآني نزوله ابتداء من غير سبب نزول وأكثر آياته في العقائد والأحكام والأخلاق محكمة وليست منسوخة.

الكلمات المفتاحية

النسخ - التأصيل الشرعي - النص القرآني