الصورة والاتصال
Volume 5, Numéro 17, Pages 375-396
2016-06-01

الصورة والقراءة وإكراهات السياق

الكاتب : بلعربي جمال .

الملخص

تتراوح أهمية الدور الذي تلعبه الصورة في وسائل الإعلام والاتصال بين التموقع في المركز أحيانا، وفي الأطراف أحيانا أخرى؛ فقد تكون الصورة مجرد مادة توضويحية illustrationمرافقة للخطاب اللغوي الحامل للرسالة الإعلامية من جهة، مع تفاوت درجات هذا الدور بين خطاب وآخر، كما قد تكون، من جهة أخرى، هي صلب الخطاب، والحامل الأساسي للرسالة بحيث يتراجع النص، وغيره مما يمكن أن يبث مع الصورة، إلى مجرد مرافق لها، وفي كثير من الأحيان يمكن الاكتفاء بها والاستغناء عنه تماما. وقد اخترنا في هذه الورقة أن نتعامل مع الصورة بمعزل عن المادة المرافقة لها، بما في ذلك النص والإخراج وأية مادة توضيحية أخرى ممكنة. لنطرح إشكاليتنا حول قراءة الصورة، الثابتة أو المتحركة، وحول السياق الذي يتحكم في توجيه القراءة وتوليد الدلالة من خلال تلك الصورة. ونعتقد أن هذا التساؤل يكتسي أهمية خاصة عندما نطرحه في سياق أنثربولوجي خاص، يتميز بأن الإنسان فيه لم يعقد صلحا مع الصورة إلا منذ عشريات قليلة مضت. ولم ينخرط ذلك الإنسان في حضارة الصورة إلا منذ أقل من ذلك. وهو سياق لم نختر موقعنا فيه تجاه التدفق الهائل من الصور عبر مختلف الوسائط، التقليدية والجديدة. بل جعلنا تاريخنا، وتاريخ البشرية، نتخذ فيه موقع المتلقي بامتياز، والعاجز عن التعبير عن نفسه بصوره الخاصة، وعن التعامل الحذر تجاه ما يتلقاه من صور من الآخر، والعاجز حتى عن تصحيح القراءة الخاطئة، الممكنة، لصورته التي ينتجها أو التي ينتجها عنه غيره. بل إننا أحيانا نتأثر بالصورة الخاطئة التي ينتجها عنا الآخر فنتماهى فيها ونكرسها فنشبها حتى نكاد نشبهها وننتج خطاباتنا بما يؤكد ذلك الشبه.

الكلمات المفتاحية

الصورة والقراءة وإكراهات السياق