الصورة والاتصال
Volume 3, Numéro 7, Pages 10-19
2014-02-01

الفضائيات العربية وتحديات الإعلام الغربي

الكاتب : العياري المنصف .

الملخص

لا يختلف اثنان على أن لوسائل الإعلام تأثيرا مهما وخطيرا على الأفراد وعلى المجموعات. وفي موضوع الحال نركز الاهتمام على التلفزيون باعتباره الوسيلة الأكثر انتشارا والأكثر متابعة والأقدر على التأثير، ويتميز عصرنا الحالي بتكاثر عدد القنوات الفضائية لتعد بالآلاف بعد أن كان العدد محدودا. وأصبح العالم بين يدي المشاهد يجوب أركانه في طرفة عين ويستهلك المادة المقدمة في أغلب الأحيان استهلاكا سلبيا وفي حالات نادرة تكون المتابعة رصينة وواعية وحذرة.إن قوة المجتمعات أصبحت تقاس بدرجة تمكنها من التكنولوجيات الحديثة ومنها وسائل البث الفضائي. وأصبحت الشاشة، سواء كانت شاشة تلفزيون أو شاشة حاسب، المحمل الرئيسي والأساسي للثقافات والإيديولوجيات والأفكار والقيم. وهي الأقدر على حماية ذات ما وثقافة ما وهوية ما وهي الأقدر كذلك على اختراق هذه الثقافة والهوية والذات وجعلها تذوب وتضمحل مفوقة ثقافة الأقوى وذات الأقوى وهويته. وهذا الأقوى هو المتمكن من التكنولوجيا والقادر على بث مواد تلفزيونية قادرة على شد الانتباه والاهتمام شكلا ومضمونا. ويضمن الباث هذه المواد ما يروم بثه وترويجه لدى الجماهير المستهدفة. ولقد تجلت العولمة في أوضح صورها، السلبية أو الإيجابية حسب المنظور الذي نعتمده، من خلال الرسائل التلفزيونية.لقد شهد الفضاء التلفزيوني تسابقا شرسا نحو بعث القنوات التلفزيونية الفضائية سعيا إلى كسب ود المعلنين عبر الرسائل الاشهارية وضمان عائدات مالية تغطي تكاليف البث وتحقق أرباحا وتروج رسائل إلى جمهور تبهره الصورة والأخطار والديكور فيقف مستوعبا . فالتلفزيون لم يعد فقط وسيلة اتصال ناجعة، بل كذلك مجال استثمار مربح، مربح على الصعيد المادي ومربح كذلك على الصعيد الإيديولوجي. إن الغرب كان السباق إلى بعث قنوات تغطي جهات جغرافية شاسعة لا يدركها البث الأرضي. وفي مرحلة متأخرة نسبيا سارع العرب أو تسرعوا، من حيث الطريقة، في بعث قنوات فضائية كانت في الغالب هي القنوات نفسها التي تبث أرضيا. فكان الخطاب الذي تروجه هذه القنوات خطاب الذات الى الذات متسما بطابع المحلية الضيقة غير آخذ في الاعتبار استهلاك جمهور غير الجمهور المحلي لمادة البث.

الكلمات المفتاحية

الفضائيات العربية، وتحديات الإعلام الغربي