الصورة والاتصال
Volume 2, Numéro 5, Pages 160-186
2013-09-01

الهوية والتعليم العربي في الجزائر

الكاتب : حينوني رمضان .

الملخص

تقتضي سنة الله في خلقه أن يكونوا شعوبا وقبائل ليتعارفوا ويتعاونوا ويتبادلوا ما ينتفعون به في حياتهم المعيشية والفكرية والدينية، إلى أن يرى بعضهم أن اتجاها واحدا يخدمهم فيتحدون حوله ويشكلون كيانا يتميز عن غيرة بميزات خاصة، فتشكلت شعوب كبرى من شعوب صغرى متفرقة ارتضت لنفسها ضوابط ومقومات وبنت مجتمعات على أسس فكرية محددة، وخاضت من أجل الحفاظ على كيانها نزاعات وحروبا وتحالفات، حتى استقرت سفينة العالم الحديث على هذه الكيانات المعروفة الآن، والتي بلورتها بشكل واضح الحربان العالميتان، في النصف الأول من القرن العشرين. وإذا كانت السياسة والاقتصاد محور الصراع الدولي بين هذه الكيانان في الظاهر، فإن الثقافة والفكر محركان أساسيان للسيطرة والغلبة والتفوق، وقد جاءت العولمة لتكشف عن جزء من معالم الصراع الحقيقي خاصة بين الشرق والغرب أو بين العالم العربي والإسلامي والغرب تحديدا لأسباب تاريخية ودينية، خاصة بعد انتهاء الحرب الباردة أين بدا واضحا أن السيطرة على العالم العربي لن تمر دون إحداث تغيير ما على التركيبة الثقافية للإنسان العربي، أو على الهوية الثقافية لهذا الإنسان، فكانت منظومة التعليم هي الثغرة المفترضة التي ينفذ الغرب من خلالها إلى الغرض المنشود. وعلى الرغم من محاولة الإسلام تغييب الهويات المختلفة في إطار وحدة الأصل[ كلكم لآدم وآدم من تراب] ووحدة الدين، إلا أن المشاكل المرتبطة بالهوية ظلت تطل برأسها بين الحين والآخر نتيجة لعوامل عدة، وقد أدى ذلك في أحايين كثيرة إلى تمزق الكيان الأكبر إلى دول وكيانات ساهم في تعرضها إلى حملات الاستعمار وما ينجم عنه من آثار سلبية. غير أنه ، وانطلاقا من هذا الواقع، حاولت كثير من المجتمعات العربية أن تؤكد على وحدة الهوية التي تجمعها في إطار ما يعرف بالوطن العربي لمواجهة ما تتعرض له من ضغوطات الثقافات الوافدة سواء تلك التي فرضها الاحتلال، أم تلك التي فرضتها التعاملات الدولية والانفتاح على المجتمعات الأخرى.

الكلمات المفتاحية

الهوية، التعليم ، العربي، الجزائر