Annales de l’université d’Alger
Volume 31, Numéro 4, Pages 56-79
2017-12-31

مشاكل القطاع الزراعي الجزائري وتحديات الاستعمار (1945-1956م): زراعة الحبوب انموذجا

الكاتب : مبخوتة سهام . طاعة سعد .

الملخص

من الأهداف الرئيسية التي بنى عليها الاستعمار الفرنسي بقائه في الجزائر هو الانتفاع بخيرات البلاد بكل الطرق والوسائل الشرعية وغير الشرعية كاغتصاب الأراضي الخصبة وتهجير سكانها أو إبادتهم، ثم استثمارها فيما ينفع البلد الأم فرنسا والمعمّرين بالجزائر، أي تسخير اقتصاد الجزائر لخدمة الاقتصاد الكولونيالي والمستهلك الفرنسي، وبما أنّ قطاع الفلاحة يعتبر دعامة الاقتصاد الجزائري فقد مثّلت زراعة الحبوب نبض القطاع الفلاحي بشقّيه "الزراعة والرعي"، سواء كان ذلك أثناء فترة الاحتلال الفرنسي أو قبله، لكنها عرفت تذبذبا ملحوظا لاسيما في أواخر القرن 19م وبالأخص في فترات الحروب، وقد أخذت مشكلة الحبوب القسط الأوفر من تدخلات نوّاب المجلس الجزائري عن المسألة الزراعية، لما تمثله من أهمية للسكان الجزائريين سواء على مستوى توفير الغذاء للأهالي بحيث تشكل مجموعة الحبوب الثقل الوزني الأكبر لسلة الغذاء في الجزائر أو بالنسبة للدور التجاري الذي يسيطر عليه الأوربيون، وقد وصفت تقارير عن الوضع الزراعي في الجزائر خلال سنوات ما بعد الحرب بأنّ الحالة العامة سيئة وصعبة التسيير؛ وتركزت فيها الملاحظات على تدهور الإنتاج مقارنة مع فترة ما قبل الحرب أو سنة بدايتها، وحول المكننة والهيكل الزراعي الجديد في الجزائر الذي قام على تحويل اقتصاد الاستهلاك الذاتي إلى الاقتصاد النقدي الذي يضمن ثراء أقلية أوربية على حساب أغلبية جزائرية، الأمر الذي انعكس سلبا على طبقة البروليتاريا التي عاشت أزمات قاسية مسّت أمنها الاجتماعي والاقتصادي وعانت من احتكار واستغلال الرأسمالية المتروبولية لها.

الكلمات المفتاحية

زراعة؛ اقتصاد، المستوطنين؛ الأهالي؛ الانتاج؛ الاستعمار؛ الحبوب؛ سياسة.