المرشــد
Volume 7, Numéro 1, Pages 99-110
2017-05-25

دينامية النسق الأسري كما يدركها الطفل الذي يعاني من التبول اللاّإرادي (دراسة حالة)

الكاتب : أيت مولود يسمينة .

الملخص

تعد الأسرة الوعاء النفسي البيولوجي والاجتماعي الوحيد الذي يغذي الطفل منذ نعومة أظافره، "فهي الجماعة الأولية التي تنمو في أحضانها شخصية الفرد في سنوات حياته الباكرة والحاسمة، كما تعلّمه الاتجاهات التي تتحكم فيما يتعلمه من المؤسسات الاجتماعية الأخرى إلى حد بعيد ( كفافي،1999،ص 5)،وإذا كان هذا هو شأن عملية التواصل الأسري، فإن صميم أهميتها هو التفاعلات التي تتم بين أفراد الأسرة وطرق معاملتهم ومحتوى هذه المعاملات وكيفية إدراك الطفل لها. وباعتبار الطفولة مرحلة حياتية فريدة من نوعها، فيها توضع معالم الشخصية المستقبلية عن طريق إعداد وتدريب الطفل للقيام بالدور المطلوب منه في الحياة، ومن هنا كانت الحاجة ماسة لملازمة هذا الأخير أبويه، غير أنه وفي وضعيات معينة تتعطل البنية النسقية للأسرة لتقديم وإيصال النموذج المثالي، فتتبنى أساليب معينة من شأنها أن تخلق نسقا أسريا لا يريح أفرادها، والذي يبدو جليا في معالم الاتصال بين مكوناتها، والذي بدوره قد ينعكس على شخصية أحد الأبناء أين تبدأ شخصيته تأخذ منعرجا خطيرا، يترجم على مستوى السلوك الذي يحكم عليه مكونات النسق بأنه في دائرة اللاّسواء كالتبول اللاإٍدي، بحكم أن الابن تجاوز الخطوط الحمراء التي تسمح له القيام بمثل هذا التصرف، كون أنه في أواخر مرحلة الطفولة، ملقون أصابع الاتهام اتجاه الضحية متناسين في ذلك بأنه قد يكون مجرد مؤشر لسوء توظيف أسري. وعليه نود من خلال هذه الورقة البحثية فحص دينامية النسق الأسري كما يدركه الطفل الذي يعاني من التبول اللاّإرادي باعتباره فردا يتفاعل ضمنه، وهذا بتطبيق اختبار الادراك الأسري"Family Apperception Test "FATعلى حالتين عياديتين، مما يسمح لنا بالكشف عن درجةسوء التوظيف للأسرتين اللتين تحضنان هذين الطفلين اللذين لا يتجاوزان العشر سنوات، ثم مناقشة النتائج على ضوء بعض الدراسات السابقة والتراث النظري السيكولوجي، ومنه الخروج بجملة من الاقتراحات في سبيل الاستفادة منها لتحقيق التوازن النفسي والاجتماعي للطفل والأسرة ككل.

الكلمات المفتاحية

الأسري - التبول اللاّإرادي–الصحة النفسية للطفل - الطفولة المتأخرة