مجلة المخبر' أبحاث في اللغة والأدب الجزائري
Volume 8, Numéro 1, Pages 155-177
2011-04-01

التّداوليـة والبلاغة العربيـة

الكاتب : لهويمــل باديــس .

الملخص

تعدّ اللسانيات التداولية Pragmatique Linguistique من أحدث الاتجاهات اللغوية التي ظهرت وازدهرت على ساحة الدرس اللساني الحديث والمعاصر؛ إذ بعدما كانت اللسانيات تقصِر أبحاثها على الجانبين البنوي والتوليدي؛ فتهتم بدراسة مستويات اللغة وإجراءاتها الداخلية( جانب بنوي)، وكذا وصف وتفسير النظام اللغوي ودراسة الملَكَة اللسانية المتحكّمة فيه( جانب توليدي)، في إطار ما يُصطلح عليه بـ" لسانيات الوضع" Linguistique، جاءت اللسانيات التداولية لتعالج في مقابل ذلك ما يسمى بـ " لسانيات الاستعمال"( )، ولعل هذا ما جعلها أكثر دقة وضبطا، حيث تدرس اللغة أثناء استعمالها في المقامات المختلفة، وبحسب أغراض المتكلمين وأحوال المخَاطبين. وتعنى الّلسانيات التّداولية في سبيل دراستها للّغة، بأقطاب العملية التواصلية؛ فتهتمّ بالمتكلّم ومقاصده، بعدِّه مُحرِّكا لعملية التواصل. وتراعي حال السامع أثناء الخطاب، كما تهتم بالظروف والأحوال الخارجية المحيطة بالعملية التواصلية، ضمانا لتحقيق التواصل من جهة، ولتستغلّها في الوصول إلى غرض المتكلم وقصده من كلامه من جهة أخرى. فالتداولية إذن علم تواصلي جديد، يعالج كثيرا من ظواهر اللغة ويفسرها ويساهم في حل مشاكل التواصل ومعوقاته، وممّا ساعدها على ذلك أنّها مجال رحب يستمدّ معارفه من مشارب مختلفة، فنجده يمتحُّ من علم الاجتماع وعلم النفس المعرفي، واللسانيات وعلم الاتصال والأنثروبولوجيا، والفلسفة التحليلية( ). وبذلك فالتداولية تستند إلى كثير من مكاسب المعرفة الإنسانية المختلفة، ممّا أكسبها طابع التّوسع والثراء في مُعالجاتها المختلفة للغة؛ وجعلها تتّخذ لنفسها مكانة مهمة بين البحوث، بعدما كانت تعدّ سلة مهملات للسانيات.

الكلمات المفتاحية

التّداوليـة، البلاغة، العربيـة