افاق فكرية
Volume 4, Numéro 2, Pages 150-159
2016-10-12

أشكال التسيير بين المرجعية الثقافية التقليدية و التوجه الحداثي في المؤسسة الصناعية الجزائرية

الكاتب : بوريش محمد .

الملخص

تعتبر المؤسسة الصناعية حقلا مهما للدراسة السوسيولوجية وميدانا هاما لملاحظة ممارسات وسلوكات الفاعلين الاجتماعيين داخل هذا النسق الاجتماعي أين يحاولون فيه تحقيق أهدافهم واستراتيجياتهم، هذا ما يجعل المؤسسة تحرص دوما على ضبط سلوكاتهم وأفعالهم وتوجيهها بطرق واساليب تسييرية حديثة تعكس مستوى الثقافة التنظيمية التي تتميزبها. لقد أظهرت العديد من الأدبيات السوسيولوجية المتعلقة بالمؤسسة الصناعية، ولا سيما الجزائرية منها، بأن البيئة الاجتماعية وما يسود فيها من قيم ومعايير سلوكية لا زالت تؤثر بقوة في بلورة المنظومة التسييرية، بالرغم من اجتياز المجتمع الجزائري لفترة التحول وانخراطه في عملية التحديث. يندرج تناولنا لموضوع أشكال التسيير في المؤسسة الصناعية الجزائرية ضمن الأدبيات المختلفة التي حاولت مقاربة الموضوع في ظل إشكالية التقاليد والحداثة في مشاريع التنمية بالجزائر.نسعى من خلالها هذه المحاولة إلى دراسة وفهم أشكال التسيير السائدة،ومدى تأثير البيئة المجتمعية والعوامل الثقافية المحلية على الممارسة التسييرية في المؤسسة الصناعية و لا سيما في ظل الحراك الاجتماعي الذي يعرفه المجتمع الجزائري، ولقد تركز اهتمامنا على بناء تصورنا حول مسألة تفاعل القيم المجتمعية مع القيم التنظيمية في ظل أشكال تسيير الموارد البشرية ومعرفة التغيرات و التحولات التي مست الثقافة المجتمعية و مدى تأثيرها على مرجعيات الثقافة التسييرية للإطارات الجزائرية في المؤسسة الصناعية، بحيث اعتمدنا فيها على القراءة السوسيولوجية لبعض الدراسات التي تترجم واقع المؤسسة و تعكس الحقائق الاجتماعية و الثقافية للممارسات المشكلة للبنية الذهنية للفاعلين في المنظومة التسييرية. إن الأمر الذي نود التركيز عليه أساسا في هذا المقال هو معرفة علاقة القيم الثقافية التنظيمية بالقيم الثقافية الاجتماعية وحدود تفاعل وارتباط بعضهما البعض وذلك للإجابة عن التساؤل التالي: هل يمكن للقيم الثقافية التقليدية أن توجه الممارسات التسييرية داخل المؤسسة الصناعية في الجزائر؟

الكلمات المفتاحية

المؤسسة الصناعية ، المرجعية الثقافية ، اشكال التسيير، الجزائر ، الحداثة