افاق فكرية
Volume 3, Numéro 2, Pages 215-222
2015-10-17

شعر الثورة

الكاتب : بن حفصة عائشة .

الملخص

كان لوجود الإستعمار الفرنسي في الجزائر أثره في إثراء الأدب الجزائري، حيث وجد الجزائريون أنفسهم مجبرين على مواجهة هذا الواقع الصّعب ، وذلك لن يكون إلاّ إذا كان هناك ما نسميه بالوعي السياسي فالشعب الجزائري آنذاك كان يفتقر لهذا الوعي الذي يزرع فيه الرغبة في تغيير أوضاعه المزرية . في الوقت الذي كان فيه أصحاب الأقدام السّود يدّعون أن سبب وجودهم في الجزائر هو سعيهم لنشر الحضارة ، كان بعض الجزائريين الذين كانوا يتميزون بطلاقة لسان يقصدون بعض الأماكن والمجالس لإلقاء قصائد من الشعر الملحون لنشر الوعي واستنهاض الهمم ذلك أن الإستعمار يظل استعمارا. كان للشعر الشعبي أو الملحون أثره في زرع بذرة آتت ثمارها ، وكان من ثمارها الثورة التحريرية التي أخرجت هذا المستعمر وهو يجر أذيال الخيبة لأنه لم يتمكن من السيطرة على شعب يرغب في الحرية و العيش في بلاده قرير العين. ومن جهة أخرى لعب الشّعر الشّعبي ، دورا كبيرا في تسجيل الوقائع و الثورات التي جرت بين الجزائريين و الإحتلال الفرنسي، يمكننا القول أنه لعب دور الموثق التاريخي . غير أن هذا لا يعني أن الشعر الملحون اقتصر على هذا الغرض بل خاض في أغراض أخرى منها : حالة السكان الإقتصادية ، و الأزمات و النكبات الطبيعية وأحوال التصوف و المتصوفين ، ورثاء رجال الدين ، إلا أننا فضلنا الحديث عن دور الشعر الشعبي في الثورة لأنه عبر عن ردود فعل الشعب الجزائري و رفضه للعيش تحت وطأة هذا الإحتلال الذي سلبه حريته .

الكلمات المفتاحية

الإستعمار الفرنسي ، الأدب الجزائري، الشعر الملحون، الثورة ، الوعي السياسي