AL-Lisaniyyat
Volume 29, Numéro 2, Pages 26-69
2023-12-31

الملكات الذّهنيّة ودورها في اكتساب اللّغة : مقاربة عرفانيّة

الكاتب : بن صوف مجدي .

الملخص

الملخص: يقدم هذا البحث إجابة من زاوية عرفانية عن سؤال قديم متجدد في اللسانيات؛ كيف يكتسب الإنسان اللغة وكيف يعيد إنتاجها؟ ترى هذه المقاربة أن الإنسان جهّز بمجموعة من المنظومات الدّماغيّة الفطريّة، وكلّ منظومة من هذه المنظومات تمنحنا نوعًا من السّلطة العرفانيّة، كالقدرة على تعلّم اللّغة أو تعلّم الموسيقى أو فهم العالم من حولنا بصريًّا أو بناء الأفكار المحسوسة والمجرّدة أو الانتقال في المحيط الاجتماعيّ والثّقافيّ. والمدخل الطّبيعيّ لهذه المقاربة لا يمكن أن يكون إلّا اللّغة. فهي التي ميّزت الإنسان عن كلّ الحيوانات القريبة منه على مرّ الزمان. ولكنّ اللّغة لا تمثّل كل الملَكات البشريّة، فالملكات الأخرى تحمل الخصائص العرفانية نفسها التي توجد في اللّغة، لذلك استدلّ المنوال العرفاني على فرضيته معتمدًا على دراسة اللّغة، والبصر والموسيقى. هذا الجانب هو المعطى الفطريّ عند الإنسان، وهو الموسوم منذ السّتّينات بالنّحو الكلي UG، وهو من الفطرة، ولكنّه دونها تجريدًا، ويتمثّل في جملة الاختيارات الممكنة التي يوفرها الدّماغ للإنسان مسبقًا. من النّحو الكلّيّ نمرّ عبر النّماذج والقواعد. هذه النماذج لا تقتصر على اللّغة، بل تشمل النّماذج البصريّة والنّماذج السّمعيّة. وهذه النّماذج هي التي تُسمّى النّحو الذّهنيّ. هذا النّحو الذّهنيّ، هو نتاج تفاعُل بين الدّخول الاجتماعيّة والثقافيّة المحيطة بالإنسان وبين النّحو الكلّيّ. هذه النّماذج المجرّدة هي التي تمكّن من فهم اللّغة واستعمالها والاشتراك في تأويلها بين الجماعة اللّسانيّة الواحدة وتمكّن في ذات الوقت من بناء الفضاء البصريّ والفضاء السّمعيّ عند الإنسان.

الكلمات المفتاحية

الكلمات المفاتيح: ملكة، ذهن، اكتساب اللغة، نحو كلي، فطرة، نماذج.