الموروث
Volume 4, Numéro 4, Pages 55-76
2015-10-01

ثنائية البديهة والارتجال في الشعر العربي في القرن السابع الهجري

الكاتب : أحمد علي إبراهيم الفلاحي .

الملخص

اعتاد الإنسان العربي حضور البديهة والارتجال في المواقف التي يتعرض لها، تأثرًا بطبيعتهم، وحياتهم البدوية القديمة، القائمة على كثرة المخاصمات والمنازعات والمنافرات، والمفاخرات، وكان الشعر حاضرًا في تلك المشاهدات، وكُثرة ما وصلنا من أشعار تعكس وقوفهم في تلك المناسبات وغيرها، وتدل على قدرة الشعراء العرب على النظم في أغلب المواقف، لأن الإنسان (إذا كان مكثرًا من شيء استدل بذلك على قدرته عليه، وعدم قصوره عن الوصول إليه)( ). لذلك فقد شغل الإبداع الشعري أقلام النقاد القدامى، مشيرين إلى قدرة الشعراء الفائقة على قول الشعر دون ترو أو طول فكر، حتى أننا نلمس مبالغة في قول الجاحظ (-255هـ) (وكل شيء للعرب فإنما هو بديهة وارتجال وكأنه الهام)( )، ولا يمكن أن يكون كلامهم كله ارتجالاً، وهو الذي يشير في موضع آخر إلى أن من الشعراء من كان ينقِّح شعره ويهذِّبه ولا يخرجه إلاَّ بعد حول كامل( ). ويرى النقاد ولاسيما ابن قتيبة (-276هـ) أنَّ البديهة والارتجال من أهم سمات الشاعر المطبوع( )، لكن ذلك لا يعني أن المرتجل من الشعراء هو المطبوع دائمًا، إذ تشير روايات النقاد ومجالس الخلفاء والأدباء إلى اصطناع مجالس البديهة والارتجال للشعراء في أي وقت. وحاول كثير من النقاد العرب التنظير لعملية الإبداع الشعري، والخلق الأدبي، لكنها ظلت متأرجحة ومتفاوتة، وذلك لارتباط الشعر بالعاطفة والإحساس أكثر من ميله للمنطق. ولسعة هذا الموضوع وارتباطه بكل عصور الأدب، سيحاول هذا البحث تناول الموضوع في القرن السابع الهجري، متجاوزين أقوال النقاد الكثيرة في مفهومه، وطبيعته وملامح وجوده في العصور السابقة، مع الإشارة إلى مفهوم البديهة والارتجال، وبيان مثيرات القول بديهة وارتجالا، وأهم الأغراض التي يسهل فيها القول بديهة أو ارتجالا، فضلاً عن أهم سمات ذلك الشعر ...

الكلمات المفتاحية

ثنائية; البديهة ;الارتجال ;الشعر العربي; القرن السابع الهجري;