مجلة الأصالة للدراسات والبحوث
Volume 5, Numéro 1, Pages 16-34
2023-07-21

الأمن البيئي ومعضلة الكوارث الصناعية: أزمة تشرنوبيل أنموذجا

الكاتب : كحلوش Kahlouche Nabil نبيل .

الملخص

شكل الأمن البيئي محور اهتمام في التنظير الأمني نظرا للأضرار الجانبية متفاوتة المستويات التي لحقت بالبيئة جراء التقدم الصناعي. فقد أفرزت النشاطات الاقتصادية تهديدات جديدة تمس البيئة وتتمثل في الكوارث الصناعية ذات الأضرار الحيوية الشاملة على الإنسان والحيوان والنبات مع تلويثها للهواء ومصادر المياه وكذا التربة. تتأسس هنا إشكالية حول العلاقة بين الأمن البيئي والكوارث الصناعية، فإذا كان التقدم الصناعي والاقتصادي ضرورة فكيف يمكن الحفاظ على البيئة وموارد الكوكب. تفتح الإشكالية الأفق حول البحث في أهمية الأمن البيئي بما يوضح الطرح الهام للنظرية الخضراء رغم اللامبالاة التي تتصف بها النظريتين المهيمنتين على العلاقات الدولية اليوم وهما الواقعية الجديدة والليبرالية الجديدة تجاه البيئة والأمن البيئي. تهدف المقالة إذن للمرافعة من أجل التحسيس بعمق المشكل الذي تواجهه البيئة في ظل زخم الآلة الصناعية. منتهجةً في ذلك منهج الوصف والتحليل لوضع صورة عن الكوارث الصناعية وتحليل المفاهيم الأساسية للأمن البيئي الذي يرافع من أجل احتوائها، وكذا المنهج التاريخي المقارن للاطلاع على أهم نماذج الظاهرة –كأنموذج تشيرنوبيل- ومقارنة المتغيرات المتشابهة فيما بينها قصد الوصول إلى معرفة المتغيرات التي تحكم الكوارث الصناعية وكيفية الوقاية منها أو إدارتها. النتيجة المتوصل إليها هي إثبات أنه يمكن تحقيق التقدم الصناعي دون التضحية بالأمن البيئي. وذلك عبر وضع وتحضير استراتيجيات وثائية واستباقية من جهة، واستراتيجيات احتوائية للأزمات المحتملة للكوارث الصناعية من جهة أخرى، كون الأخيرة لا تنفصل عن التقدم الصناعي بل هي جزء سلبي منه لا بد من الإقرار به.

الكلمات المفتاحية

النظريات الأمنية ; الأمن البيئي ; الكوارث الصناعية ; التقدم الصناعي ; الاقتصاد