Journal of Languages and Translation
Volume 3, Numéro 1, Pages 115-127
2023-01-01

جدل الهوية في الترجمة الادبية

الكاتب : شعال هوارية .

الملخص

تحمل النصوص الأدبية في ثناياها العديد من السمات اللغوية فضلا عن المظاهر الاجتماعية والثقافية التي تميز حياة الشعوب. فلا غرو إذن إن اعتبرت الترجمة الأدبية أحد السبل الناجعة للتواصل الثقافي. وترجمة النصوص الأدبية ليست عملية سهلة، بل تشكل عقبة في المسار الترجمي وكثيرا ما يقف المترجم مدحورا مذهولا أمامها. فالترجمة في هذا السياق ليست مجرد تحويل مادة نصية من لغة إلى أخرى، وإنما تعد نقلا ثقافيا، بل وأكثر فهي نقل للهوية. بحيث أن النص ينتج من خلد صاحبه ويولد من رحم مجتمع نسج منه، حاملا عاداته وقيمه والكثير من هويته الثقافية. فيجد المترجم نفسه بين المطرقة والسندان، بين الذات والآخر، بين هويات ثلاث: هوية صاحب النص، وهوية القارئ، وهويته. فلأي الهويات سينزاح؟ وما دور المترجم في تحقيق تسوية بين كل الهويات؟ قد يجنح إلى هوية ويغفل أخرى، فتفقد الترجمة وظيفتها. يتوقف الأمر على الكيفية التي بها يفك شفرة النص الأصل ويستنطق معناه من خلال نظرته لنفسه وللثقافة الهدف ولمهنته. وليتضح الموضوع، تناولت الدراسة رواية مترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الانجليزية، الخبز الحافي للروائي المغربي محمد شكري. رواية تتجلى فيها مظاهر الهوية بين الدينية والاجتماعية...بشكل مختلف بين النصين المصدر والهدف. بين استراتيجيات التخفي والظهور وبين التغريب والتقريب (التغريب والتوطين) يعيش المترجم حالة كر وفر قصد بلوغ ترجمة سليمة المبنى والمعنى تحفظ بعضا من سمات الأصل وتحترم أحقية القارئ الهدف. فالترجمة لا تصنع الهوية وإنما تسعى إلى خلق نوع من المناغمة بين الذات والآخر.

الكلمات المفتاحية

الترجمة الادبية، الهوية، التغريب، التوطين، رواية الخبز الحافي