الدراسات القانونية المقارنة
Volume 8, Numéro 2, Pages 336-354
2022-12-29

التّنقيب على الآثار وتهريبها في التّشريعات العربيّة لحماية الآثار (دراسة مقارنة لبعض دول المغرب والمشرق العربيّ)

الكاتب : فغول الزهرة .

الملخص

تتواصل الجهود الدّوليّة والوطنيّة في تحقيق أهداف التّنميّة المستدامة على عدّة جبهات، وتتطرّق للعديد من المجالات، وتلعب الممتلكات الثّقافيّة ذات القيمة الجماليّة في شكلها وألوانها وتباينها؛ والّتي تحمل في ثناياها ثقافة وتراثا قيّما من الماضيّ لشعوب صنعت الحضارة، دورا مهمّا في دفع عجلتها إلى الأمام، وأنّ الهدف من هذه الدّراسة هو الإدراك بأنّ التّراث لم يعد له أن يظلّ مقتصرا على الدّور السّلبيّ في حفظ الماضيّ؛ بل ينبغي له أن يوفّر الأدوات وأطر العمل للمساعدة في التّنمية المستدامة من أهمّ الاهتمامات الأكثر إلحاحا ضمن هذه التّحديّات الجديدة، وبات من الضّروريّ فهم أهميّة الدّور المتغيّر للتّراث وصناعته، والمساهمة الّتي يمكن أن يقدّمها الاستخدام المستدام للتّراث لاقتصاد الدّولة. ونتيجة لوجود ظواهر رئيسيّة مثل العولمة والنّموّ السّكانيّ وضغط التّنمية المستدامة وعدم الاستقرار السياسيّ والنّزاعات المسلحة خاصة في المنطقة العربيّة، أصبح الحديث على العلاقة بين استراتيجيّة الصّون والتّنمية المستدامة، وكيفيّة تكوين أشكال التّضافر بين التّنمية الاجتماعيّة والاقتصاديّة والثّقافيّة واستراتيجيّات الصّون، وتحديد أدوار جديدة أكثر إلحاحا كخطوة ذات أهميّة بالغة تعبّر عن صدى، واستجابة لذلك لابدّ من ازدياد تضافر الجهود الدّوليّة والعربيّة والوطنيّة لحمايتها؛ باعتبارها موروثا مشتركا للإنسانيّة وموردا اقتصاديّا مهمّا، حالها حال حماية المدنيّين خاصة من آثار الحروب خاصة في دول تواجد هذه الممتلكات، لوضع حدّ للتّعديات الّتي تطالها أو قد تطالها. وبغرض صونها للأجيال القادمة، حرصت الجهات المختصّة على نشر الوعيّ الأثريّ لدى المواطنين، والّذي يترجم في العناية والرّعاية اللاّزمة للأثر؛ وهو مقياس من مقاييس ثقافة الأمم وتحضّرها، يستوجب وضع سياسة جنائيّة ترتكز وتشدّد على محور تجريم الاعتداء عليها، وتحديد الجرائم الواقعة والماسّة بالأثر ثمّ تحديد العقوبة الرّدعيّة لذلك.

الكلمات المفتاحية

الموروث الثّقافيّ، التّنمية المستدامة، استراتيجيّة الصّون، التّنقيب على الآثار، تهريب الآثار.