سلسلة الأنوار
Volume 8, Numéro 2, Pages 263-288
2018-12-20

عناية علماء توات بمخطوطات التصوف الإسلامي؛ مخطوط الكوكب الوقاد في فضل المشايخ والأوراد للشيخ سيد المختار الكنتي (ت: 1226ه- 1811م)، ومختصره للشيخ ابن باد الكنتي (ت: 1388ه- 1966م).

الكاتب : عمر بن عراج .

الملخص

ورد في الحديث الشريف المشهور قوله صلى الله عليه وسلم:﴿أن الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك﴾. فقد أقام الصوفية الأوائل طريقهم، وأسسوا مناهجهم على أساس تلك القاعدة الذهبية، فأضحى التصوف من أعلى مراتب المعرفة بالله، وصار لب الإسلام الحقيقي في أسمى تجلياتها الأخلاقية، والسلوكية، والمعرفية. وانشغل التصوف والصوفية عبر العصور بالنفس الإنسانية، وتهذيبها من الأخلاق الرديئة، والأهواء النفسانية، والنزاعات الدونية، فحاولوا من خلال الجهاد الأكبر (جهاد النفس) أن يرتقوا بتلك النفس إلى منازل الصديقين والمقربين من منازل رب العالمين. ولم تكن الجزائر في منأى عن هذا الفن الذي امتزج امتزاجا عميقا بسائر العلوم الأخرى في منطقة توات بصحرائنا الشاسعة، إذ لا يمكن أن نجد فقيها، ولا متكلما، ولا محدثا، إلا ومتصوفا، أو كان له من التصوف حظ ونصيب، فكان التأليف في التصوف أكثر من سائر العلوم التي نشط علماء توات في الإدلاء بدلوهم فيها. فصنفوا في هذه الميادين المصنفات، وألفوا في هذه الفنون المجلدات، وصار لكل منهم مدرسته، ومنهجه في تربية النفس، وتهذيب السلوك والأخلاق، ونشأت على إثر ذلك مدارس متعددة كان لها عظيم الأثر في إثراء التراث الروحي لدين الإسلام. ويعتبر الكنتيون أكثر شيوخ المنطقة إسهاما في علم التصوف بصفة عامة، وبالطريقة القادرية بصفة خاصة تجلى ذلك في رسائل، وقصائد، وكتب، نذكر على سبيل المثال الشيخ المختار الكبير الذي ترك إجازة في الأوراد والأحزاب، ومخطوطا في الأدعية والأذكار، وجوابا على ثلاث مائل غي الورد القادري، وقصيدة في الأدعية والتوسل. وعنونه ب: "الكوكب الوقاد في فضل المشايخ والأوراد" فوقع اختياري على هذا المخطوط. لأقوم بدارسته وتحقيقه وفق ما تمليه أصول وقواعد التحقيق، وعلم المخطوط بصفة عامة.

الكلمات المفتاحية

مخطوطات التصوف الإسلامي، علماء توات، الكوكب الوقاد في فضل المشايخ والأوراد، الشيخ سيد المختار الكنتي، الشيخ ابن باد الكنتي.