مجلة روافد للبحوث والدراسات
Volume 6, Numéro 2, Pages 1-28
2021-12-31

إسهامات المرأة الجزائرية في الجنوب الجزائري وأدوارها الإنسانية خلال الثورة التحريرية(1954-1962)

الكاتب : عبد الحق كركب .

الملخص

الملخص: إن كفاح المرأة الجزائرية ونضالها لم يقتصر على منطقة الشمال أو منطقة معينة بل غطت وشملت كل ولايات الوطن ومناطقه ونواحيه التاريخية، بل وكل شبر من أرض الجزائر، وكبقية مدن الجزائر كانت المرأة في الجنوب الجزائري في الموعد، ومنذ فترة الاحتلال الفرنسي وخلال ثورة التحرير (1830 إلى 1962) جرفت وكسحت في طريقها الثوري كل الجراح والمعوقات، وبشتى الطرق والوسائل التي أتاحتها لها الظروف، رغم البيئة الصحراوية ذات المناخ القاسي التي كانت تقيم فيه، فوزعت وغذت القاعدة الخلفية المآزرة لأخيها المجاهد. ويعترف التاريخ وهو ممتن أن دور المرأة في الصحراء الجزائرية لم يقتصر مكوثها خلف الرجل كالرديف، بل سارعت مستميتة في خدمة الثورة بإرادة وحزم لأن تكون مسبلة وبتقصي مختلف المعلومات وتمحيصها، والمساهمة الفعالة فهي الحرفية والخياطة والمناضلة، والمجاهدة الجندية، والممرضة، احتكت مع الرجل ولم تستهن وتنكسر عزيمتها رغم آلة التعذيب التي سلطت عليها وعلى نظيراتها، لم تكل أو تتراجع عن واجبها، بل زادها إصرارا، ولم تخن عهد الثورة رغم هزالة جسدها المثخن بجراح الزمن، والمقاوم للتنكيل، إنها الأم الثورية التي حرضت الولد والزوج على الالتحاق بالجيش لخوض الاشتباكات والمعارك. وتجلت مقاومة المرأة في الجنوب بمشاركتها كمسبلة فقط وذلك كما أسلفنا الذكر نظرا لطبيعة المناطق الصحراوية ذات الطابع المكشوف وكذا الحالة المعيشية لسكان المنطقة، وتدرجت عبر مسار الثورة وارتقت بنضجها إلى توليها مهام متعددة، فسارعت إلى طلب التكوين والتدريب على التمريض والإسعافات الأولوية ومداواة المجاهدين والفدائيين المصابين، فكان حضورها قوي ضارب في مختلف المحطات، ومع النضج والخبرة اهتمت المرأة الصحراوية فغدت تجمع المؤن والاشتراكات وتقوم بالتمريض للدفع بالثورة لوجيستيا وقدما نحو مواصلة الدفاع عن الحرية وتحقيق الاستقلال.

الكلمات المفتاحية

المرأة الجزائرية -الجنوب الجزائري-الثورة التحريرية