الوقاية والأرغنوميا
Volume 7, Numéro 3, Pages 8-22
2013-12-15

التصدع الأسري وأثره في انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات في المجتمع الجزائري

الكاتب : لدرع كمال .

الملخص

تقوم الأسرة بدور رئيسي في عملية غرس البعد الأخلاقي والاجتماعي للفرد، فهي الجماعة الأولى التي يرتبط بها بأوثق العلاقات، وهي التي تقوم بتشكيل سلوكه منذ مرحلة الطفولة، ويمتد هذا التأثير حتى يشمل كل الجوانب الشخصية. معلوم أن الإنسان يرتبط بثلاث حلقات رئيسية، تشده بحياته ووجوده ومستقبله هي: أولا: العلاقات الشخصية في بيته، مع أبويه أو زوجته وأطفاله، ثم خارج البيت مع أصدقائه. ثانياً: العلاقات الاجتماعية، بما فيها من مدرسة أو محل العمل، والوظيفة والمال والسمعة. ثالثاً: الحياة الروحية أو العقائدية، التي قد ينتهي إليها الفرد، من دين أو مذهب أو فلسفة. هذه الحلقات الثلاث في تجاذب وتنافر. أو اضطراب وتجانس مستمرين، يؤدي عند الناس إلى حالة التوازن، فإذا ما اختل توازنها، أو تناولها الاضطراب والتفكك، وحينئذ تنتاب الفرد موجات من القلق، وعدم الارتياح نغصت عليه حياته، وأربكت سير عمله اليومي، ونظرته إلى نفسه، أو إلى غيره أو إلى الحياة بأجمعها. وهنا يكمن سر الاضطراب في شخصية الفرد فيدفعه ذلك إلى الانحراف، كتناول المخدرات مثلا. لقد انتشرت المخدرات في أوساط الشباب، حتى أن هناك من يقول أن المخدرات قد دخلت كل بيت، وهذا الرأي وإن كان فيه شيء من المبالغة، إلا أنه يعكس فداحة الجريمة التي تستهدف الأبناء، وإن كان ابنك، أو أي فرد من الأسرة لا يزال بمعزل عنها حتى الآن، فاعلم أن هناك من يتربص به من تجار ومروجي المخدرات، مستغلين ظروفه ومشاكله العائلية، والذين إن فشلوا في إغرائه للوقوع في مصيدة المخدرات، فسيحاولون الإيقاع به دون أن يعلم بحبة للصداع، وهي في الحقيقة مخدر، أو بتجربة مثيرة، وغير ذلك، وكثيرة هي الخدع التي يستخدمها التجار والمروجين لاصطياد أبنائنا ليكونوا بعد ذلك مدمنين يمتصون دماءهم وأموالهم، لنجدهم بعد ذلك وقد أصبحوا غرباء عنا بعد أن سيطر عليهم تجار المخدرات. لا شك أنها مشكلة، ومن السهل حماية الابن أو أي فرد من هذا الدمار الذي يهدد حياته في أول الأمر، لكن قد تتفاقم مع مرور الوقت فيصعب معها العلاج، وتتعدى مخاطرها على الغير.

الكلمات المفتاحية

.التصدع الأسري، انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات، المجتمع الجزائري