مجلة الحكمة للدراسات الأدبية واللغوية
Volume 2, Numéro 1, Pages 6-21
2014-01-01

خطاب الإصلاح الديني

الكاتب : السعدي بن أزواو .

الملخص

مدخلنا لفهم ظاهرة الإصلاح الديني ينطوي على النظر إلى هذا الإتجاه بوصفه تجاوزا الإيديولوجية الدينية السائدة عن الإستجابة لفئات إجتماعية نمت وتطورت في قلب التطورات الطبقية والسياسية الثقافية، على أثر إندراج الشرق العربي في السوق الرأسمالية، فئات ذات طموح بورجوازي تسعى لإصلاح حال الإمبراطورية العثمانية المحتضرة(1)، وبالأخص إصلاح حال الإسلام، الذي تحول على إلى مجرد إيديولوجية غيبية لا عقلانية، تبرر الطابع الإستبدادي المطلق للسلطة العثمانية، وتكرس مختلف مظاهر الإستبداد، والإضطهاد القومي، والجمود، والفوضى الإقطاعية، والتجهيل، والإنحطاط، وحتى يتماشى الإسلام أكثر مع بقايا هذه الإيديولوجية المستنفدة تاريخيا، عملت هذه الأخيرة على تعديل بعض جوانبه، وإضفاء صفة مطلقة، ومن ثم عدلت دلالته، وفق الإيديولوجية الوثوقية لتنسجم مع المواقع الطبقية الإقطاعية، مما جعل الإسلام في النهاية، إيديولوجية مكرسة كليا على طاعة الحاكم، طاعة مطلقة، على أساس أنها واجب ديني، أو على حد قول الكواكبي الدين الداخل تحت ولاية العلماء الرسمية(2). لتصبح له سلطة مطلقة لدى جماهير الشعب، لقد أصبح الإسلام الإيديولوجية الرسمية للدولة العثمانية التي تحارب بها مطامع الجماهير الشعبية، وكل الأفكار الداعية إلى التقدم والتطور، ولقد كان لها القوة والجبروت طيلة قرون حكم الإمبراطورية العثمانية، من هنا كانت الإيديولوجية الرسمية السائدة قيمة كبيرة في خلق حالة من الركود أو التخلف، والجدير بالذكر أن الإيديولوجية هنا ليست السبب الوحيد، لأن كل بنية الإمبراطورية هي التي أدت إلى هذه النتيجة، لكن لا نستطيع تجاوز دور الإيديولوجية في حال من الأحوال.

الكلمات المفتاحية

خطاب ،الإصلاح الديني...