المعاش الجنسي للمرأة المعنفة من طرف زوجها ــ دراسة حالة ــ

ملخير, نايت بلعيد; الطاهر, بن تونس

نفسانيات و أنام
Volume 5, Numéro 2, Pages 15-28
2021-12-23

المعاش الجنسي للمرأة المعنفة من طرف زوجها ــ دراسة حالة ــ

الكاتب : ملخير نايت بلعيد . الطاهر بن تونس .

الملخص

المعاش الجنسي للمرأة المعنفة من طرف زوجها -دراسة حالة- نايت بلعيد ملخير، طالبة دكتوراه ومفتشة التربية، بن تونس الطاهر، أستاذ محاضر، جامعة مولود معمري تيزي وزو، مولود معمري تيزي وزو، تلعب الجنسية دورا هاما في نمو الفرد، وتعتبر محددا قويا لسوائه أو اضطرابه، فالتمتع بحياة جنسية مشبعة يؤدي إلى إثراء المجال الإبداعي والإلمام بالراحة النفسية للفرد، كما أن الجنسية منبع كل حياة عاطفية وعلائقية (. 1975. P 5 MULDWORF. B)، إذ نجد FREUD يتكلم عن "الجنسية الطفلية" وعلى أهميتها في تطور الشخصية. ولا يقتصر تعريف الجنسية في التحليل النفسي على الجانب التناسلي فقط، بل يتعداه إلى كل أشكال الإشباع بما في ذلك عاطفة الحبSILLAMY N.1980. p1097) )، أي أن للجنسية قطبين، قطب فيزيولوجي متعلق بما هو تناسلي وقطب نفسي قائم على الحياة العاطفية. أثبتت الدراسات العديدة التي تطرقت إلى سيكولوجية المرأة أن العاطفة تحتل مكانة هامة في حياتها وفي تعاملها مع محيطها، فحاجة المرأة في علاقتها الجنسية مع شريكها نفسية أكثر مما هي جنسية أو مادية ((PIRET R. 1965. تؤكد DOLTO على أهمية شعور المرأة بحب ورغبة زوجها فيها، فهذا ما يؤدي بها إلى الشعور بالأمان والحماية، وبتقدير عال للذات مع الثقة بالنفس. عكس ذلك في حال وجود مشاكل ونزاعات زوجية متكررة تؤثر سلبا على العلاقة الثنائية بين الزوجين، تظهر سلوكات كالعزلة، والانطواء على الذات، والمرض الجسدي والعنف في التعامل، يظهر ذلك خاصة من خلال القطيعة في التواصل الزوجي أو حتى ممارسة أحد الطرفين العنف في تعامله مع الطرف الثاني، وهذه كلها مؤشرات على اضطراب العلاقة الزوجية. ينشأ عن هذا الصراع وهذا الضغط حالات انفعالية كالغضب، القلق والخوف، وهي بدورها تؤثر على الجانب الجنسي خاصة عند المرأة المعنفة (أو المضروبة من طرف زوجها). سنعتمد على منهج دراسة الحالة، من خلال عرض ثلاث حالات لنساء متزوجات يعانين من مشكلة ضرب أزواجهن لهن، تتراوح أعمارهن ما بين 32 و36 سنة، هن أمهات لطفلين على أقل، وسبق لهن أن تقدمن إلى مصلحة الطب الشرعي. وهن متزوجات منذ 3 سنوات على الأقل. اعتمدنا في هذه الدراسة على تقنيتين هما: رائز تفهم الموضوع(T.A.T) ودينامية الشخصية والصور ( (D.P.I، حيث انتقينا اللوحات التي تتناول غالبا إشكالية الحياة الزوجية، وذلك بهدف التعرف على طريقة تعامل المرأة مع الوضعيات الصراعية التي تثيرها المحتويات الظاهرة لهذه اللوحات، والتعرف على طريقة استثمار الزوج والعلاقة الزوجية، وكذا السياقات الدفاعية المستعملة. بالإضافة إلى الإختبارين، إعتمدنا على المقابلة نصف الموجهة من أجل إبراز طبيعة المعاش العلائقي والجنسي للمرأة المعنفة من طرف زوجها. النتيجة الأولية التي توصلنا إليها هي أن ظاهرة الضرب المتكرر وبدرجة شديدة، يؤثر على المعاش الجنسي للمرأة من ناحيتين: - يؤثر على رغبتها الجنسية في زوجها، إذ قد تنعدم تماما أو تنقص مقارنة مع مرحلة ما قبل الضرب. - يؤثر على استثمارها للعلاقة الزوجية، الذي غالبا ما يكون سلبيا، ويتميز بالكف والتجنب.