دراسات
Volume 2, Numéro 2, Pages 157-178
2013-12-15

أبو عثمان سعيد العقباني من خلال بعض آثاره المخطوطة

الكاتب : رفاف شهرزاد .

الملخص

لمّا ضعفت دولة الموحدين وأصابها الوهن، أحسّ المسلمون حينئذ بالخطر وبأن مصير بلادهم الزوال لا محالة، فأخذوا يتسللون فرادى وجماعات نحو المغرب ولعبوا دورا هاما في الإنتاج الثقافي المغاربي، واحتكر هؤلاء التعليم وميادين السياسة والجيش، وقد احتفظت كتب التراجم بألقاب بيوتات أندلسية شامخة صنعت الحياة السياسية والفكرية والعلمية في تلمسان . ومن الأسر الأندلسية المهاجرة إلى تلمسان وأنجبت عددا من العلماء، ساهموا بقسط وافر في دفع الحركة العلمية بالمغرب الأوسط والأدنى والأقصى، أسرة العقباني التي برز فيها العالم الكبير سعيد العقباني (ت 811 ه/ 1408 م). استفاد سعيد العقباني من النشاط العلمي الذي عرفته مدن الدولة الزيانية، فبدأ مرحلته التحصيلية الأولى بتعلم الكتابة والقراءة، وحفظ القرآن وذلك في كتاتيب ومساجد تلمسان، ثم أقبل على دراسة النحو واللغة والأدب والفقه فنال بضاعة وافرة تمكن من خلالها من بلوغ مستوى ثقافي لائق ومن معرفة دينه والإلمام بالعلوم اللسانية، ويظهر أنه واصل دراسته وتخصص في عدة علوم في مرحلته التعليمية الأخيرة فدرس العلوم الدينية من قراءات وتفسير وحديث وفقه وتوحيد وتضلع في العلوم العقلية وذلك في مدارس تلمسان . وتأتي أهمية هذا العالم في كونه زود الفكر الإسلامي بأفكار ونظريات جديدة أخصبت الحياة الثقافية بصورة عامة وأمدته بطاقة جديدة، وحطم بذلك الجمود الفكري الذي طغى على الوضع الثقافي في المغرب الأوسط خلال القرن الثامن والتاسع هجريين، كل أبو عثمان سعيد العقباني من خلال بعض آثاره المخطوطة 158 ذلك يؤكد عظمة شخصيته الفقهية والعلمية الفذة، ويشهد له بالإمامة والاجتهاد ورقي القدر والمنصب في عصره بين فطاحل العلماء العاملين المبرزين

الكلمات المفتاحية

سعيد العقباني، التأثير الأندلسي، منهج المختصرات، تقديم الشروح .