مجلة مدارات اجتماعية
Volume 1, Numéro 1, Pages 08-21
2018-06-01

عمل النساء المأجور:التبعية الاقتصادية و رهانات التحرر في المجتمع المغربي

الكاتب : الزهرة الخمليشي .

الملخص

هذه المقالة هي حصيلة نتائج دراسة، أنجزت في شمال المغرب وبالتحديد في مدينة طنجة، تناولت كموضوع لها جدلية التأثير والتأثر بين ثقافة النساء وثقافة مقاولات صناعة الملابس الجاهزة بطنجة،محاولة رصد تأثير اندماج الاقتصاد المغربي في الاقتصاد الرأسمالي على ظروف عمالة النساء. لقد فرض اندماج المغرب في بنية الاقتصاد الرأسمالي وما صاحبه من تغيير في البنية السوسو-اقتصادية،على النساء الخروج من دائرة الأعمال المنزلية ذات الإنتاج الخدماتي الموجه للاستهلاك المباشر بالأساس إلى المجال العام من أجل تبضيع قوة عملهن ، وهو العرض الذي تلقى الطلب من لدن الكثير من القطاعات الصناعية الباحثة عن تطوير مشاريعها بتكاليف قليلة، معتمدة على كثافة اليد العاملة.ومقاولات صناعة الملابس الجاهزة بأحجامها المتنوعة الصغرى والمتوسطة والكبرى ،تعد أول هذه القطاعات التي أصبحت شبه نسوية، نظرا لاعتمادها الكبير على قوة عملهن.مستفيدة من تكوينهن التقليدي،وثقافتهن المتمثلة في التقبل والخضوع والصمت وعدم القدرة على المقاومة،مما يعرضهن لجل أنواع الاستغلال لحد يؤثر على الاشباعات الممكن أن يحققها لهن العمل المأجور الذي يستمررن فيه لإكراهاتهن المادية وليس حبا ورغبة فيه.وترفض معظمهن الهوية التي يمنها لهن،كما أن المشاريع المستقبلية لغالبيتهن هي خارج مؤسسة العمل،وتمثل الهجرة والعودة للأدوار التقليدية الجزء الكبير منها،مجسدة ضعف ـحتى لا نقول انعدام ـ الاشباعات المعنوية لهذا النوع من العمالة للنساء.

الكلمات المفتاحية

العمل ـ المأجور ـ النساءـ التحررـ التبعية