الباحث
Volume 3, Numéro 3, Pages 157-190
2011-09-09

المتلقي في الإرث النقدي العربي .. قارئ منتج أم مستهلك سلبي ؟

الكاتب : عبد القادر هني .

الملخص

إن ما يجب تأكيده ابتداء هو أنه لا يصح منهجياً أن نقيس وجهة نظر الناقد العربي القديم في مسائل تلقي النص بمنجزات النقد الغربي المعاصر في هذا الحقل من الدراسة النقدية بالنظر إلى شساعة البون بين هذين التفكيرين النقديين ، سواء من حيث الأساس الفلسفي الذي تقوم عليه نظرية التلقي عند الغرب أم من حيث تطبيقاتها عند مقاربة النصوص من هذه الزاوية ، من ثم فإن المغامرة ببحث تلقي النص الأدبي في الإرث النقدي العربي من وجهة نظر النقد الغربي المعاصر مع الالتزام الصارم بالمعايير و الحدود التي أرساها في هذا المضمار سيطبعه التعسف من دون شك و تكون نتائجه مفتقرة إلى كثير من الموضوعية إن لم أقل إن عملا ً من هذا القبيل سيوقع صاحبه في مزلق الإسقاط و المحاكمات غير العلمية ، لأنه سيضع جانبا "السياق الثقافي و المعرفي الذي نشأت في أحضانه المفهومات و التصورات" و يتعامل مع هذين التفكيرين النقديين و كأنهما متحاقبان ، و في هذا الموضوع يقول الدكتور محمد مشبال محقا " إن أية مقارنة بين موروثنا الفكري و نتائج التفكير المعاصر تُعد جحوداً باستقلالية هذا الموروث في وجوده و قيمته ، من هنا كان أهم شيء ينبغي أن يستأثر بعنايتنا في " الفكر الغربي " هو استثمار أدواته في التحليل و طرائقه في النظر دون أن يكون لطروحاته و تصوراته أية أهمية بالنسبة لمنهجنا في القراءة " (1). و عليه فإن المصطلح المركزي في مقالنا و هو " المتلقي " ، و المتداول تداولاً واسعاً في عدد من الدراسات النقدية التي نحت منحى حداثيا خالصًا في تناول القضايا المتعلقة بتلقي الخطابات و الخطاب الأدبي بوجه خاص ، لا يعبر عن أية نية إلى لي عنق الإرث النقدي العربي لنسقط عليه تصورات غريبة عنه نشأت و تمت صياغتها في مناخ حضاري خاص ، فمن غير أن نقيم سداً منيعاً بيننا و بين ما يمكن استثماره من منجزات الفكر النقدي الغربي، فإننا سنتعامل مع الإرث النقدي العربي بوصفة وحدة متكاملة عناصرُها ، محكوم وجودها بشروط تاريخية ، غير أن "التأريخية " في سياقنا هذا لا تعني بأي حال أن المادة النقدية التي سنتعامل معها قد انطفأت جذوتها كلية ، و بطل مفعولها " لأن تراث أية أمة تحتوي – في ظننا – دوماً عناصر يمكن بعثها لتتجاوز الزمن الذي ولدت فيه و تمتد إلى آفاق زمنية أخرى ، كيما تؤدي وظائف حيوية في الحياة الراهنة لأبناء هذا التراث

الكلمات المفتاحية

المتلقي ; الإرث النقدي العربي ; قارئ ; منتج ; مستهلك