رؤى تاريخية لألبحاث و الدراسات المتوسطية
Volume 2, Numéro 1, Pages 181-191
2021-01-05

المدرسة الوضعية التطور و الخصائص

الكاتب : يمينة جداوي .

الملخص

انتقل التاريخ من نطاق الهوايات أو الآداب الى نطاق العلوم ذات الأصول والمناهج. وخضع التاريخ لهيمنة الوضعيين أواخر القرن 19 والذي تميز في اسقاط القوانين الخاصة بالعلوم الطبيعية على الانسان، فقد تميزت تلك الفترة بسيطرة العلوم التجريبية على جل القضايا. وقد أصبح شبه اتفاق بأن البحث التاريخي وتفسير التاريخ ينتهج نفس الطريقة العلمية في البحث عن الأصول، ولكن مما لا شك فيه ان تجريبية التاريخ تختلف عن العلوم. وتعد ألمانيا الموطن الأصل لتلك المدرسة. وتبدأ خطواتها بالبحث في الوثائق المكتوبة والعمل على حفظها وصيانتها في المتاحف والمكتبات... ثم يقوم المؤرخ بنقد الوثائق على المستوين الداخلي والخارجي. ثم التأليف. والاهتمام بكتابة الهوامش والحواشي أسفل الصفحات أو في نهاية ورقته التاريخية. واستخدام الرسم البياني والاحصائي. ثم اثبات وجهات نظر المؤرخ وتحرره من انتماءاته السياسية والثقافية. وتتميز بحياد المؤرخ التام تجاه الأحداث التي يكتب عنها. فالتاريخ هو بمثابة المرآة العاكسة للماضي وعلى المؤرخ تسجيل الحدث بكل تجرد وموضوعية. ومن عيوبها سقوطها في التحزب والقومية. فهذه المدرسة التي كانت تدعو نظريا الى الموضوعية المطلقة كرست في الواقع انتاجها لخدمة مبادئ الجمهورية الثالثة الفرنسية وتحليل الظاهرة الاستعمارية على ان لها رسالة حضارية. واتهمت أنها جردت التاريخ من شاعريته وجعلته سجلاً جافاً للحقائق المدعمة بهوامش ضخمة من الاشادات الى الأصول والمراجع. ونستنتج انه في أواخر ق19 ومطلع ق 20 كان هناك جدل قائما حول اعتبار التاريخ علماً أو أدباً، فأصبح له مكانة خاصة في المعرفة الإنسانية بعد ان كان فرعاً ثانوياً. وانتقلت كتابته امن جزئيات التقرب للملوك الى التأكد من أنه علم له استقلالية خاصة به ومنهج وعلماء. فلم يعد هناك شك في علمية التاريخ.

الكلمات المفتاحية

المدرسة الوضعية ـ نشأتها ـ خطواتها ـ روادها ـ عيوبها.