أدبيات
Volume 2, Numéro 2, Pages 18-25
2020-12-15

ظاهرة الاغتراب في الشّعر السّبعينيّ الجزائري

الكاتب : جعفر زروالي .

الملخص

الاغتراب هو ابتعاد الفرد عن محيطه ومجتمعه وانعزاله عن كلّ ذلك، واهتمامه بنفسه دون غيره إذْ هو ظاهرة إنسانيّة قديمة، صاحبت الإنسان منذ عصره الأوّل، حيث مارسها الفرد والجماعة على حدّ سواء، ظاهرة عاشها النّاس بمختلف مستوياتهم العلميّة أو الثّقافيّة أو أوضاعهم ومراتبهم الاجتماعيّة، فقد سجّل العديد منهم خواطر حول هذه الظّاهرة، وما لقوه من محنٍ وإحنٍ وآلام وربّما عبّروا عن سعادتهم وراحتِهم وما أفادوا منها أيْنما حلّوا أو ارتحلوا... فالاغتراب «عاطفة تستولي على المرء، فيعيش في قلق وكآبة، لأنّه يشعر بالبعد عمّا يرغب فيه»، فقد اغترب الرّسلُ الأنبياءُ والعلماءُ والعظماءُ والشّعراءُ وغيرُهم من خاصّةِ النّاسِ وعامّتِهِم، وكانتِ الأسبابُ متشابهة أحيانًا؛ فيها الكثير من عناصر الالتقاء والتّوافق، أو مختلفة أحيانا أخرى متباينة بينها تمايز وتفرّد ملحوظ... وكان الشّعراء أكثر هذه الأصناف الإنسانيّة معايشة لاغترابهم، فقد وصلَنا الكثيرُ من شعرهم الّذي يصوّر مشاعرَهم وخواطرَهم إزّاء حالة الاغتراب الّتي عايشوا أطوارها، وكان الشّاعر العربيّ على مرّ العصور أكثر تميّزا من بين هؤلاء جميعا، فقد اغترب امرؤ القيس ضالا، واغترب الشّعراء الصّعاليك، واغترب أصحاب المعلّقات، وكذا من جاء بعدهم من عمالقة الشّعر كالمجنون والمتنبّي وأبي فراس والمعرّي وابن زيدون وصولا إلى البارودي والأمير عبد القادر وشوقي وانتهاء بقوافل الشّعراء الحديثِين منهم والحداثِيِين كشعراء المهْجريْن وأبولو وممّن تأثّروا بالرّومنسيّة أو الرّمزيّة وغير هؤلاء كثيرٌ...

الكلمات المفتاحية

الاغتراب؛ الشعر الجزائري