جسور المعرفة
Volume 3, Numéro 10, Pages 442-461
2017-06-01

التّداخل الإيقاعيّ في الشّعر السّبعينيّ الجزائريّ

الكاتب : جعفر زروالي .

الملخص

من بين الظّواهر العروضيّة للإيقاع الخارجي في القصيدة العربيّة الحديثة ظاهرة الـتّداخل الإيقاعيّ وهو الجمع بين بحرين أو أكثر في النّصّ الواحد، وهذا سلوك لم يعهده -فيما أظن- الشّعر العربيّ القديم، إلا حديثا، فربّما يكون ذلك قد تزامن وانفتاح العرب وأدبهم وثقافتهم وفكرهم على نظير ذلك في الغرب، فقد «أجاز عدد من الشّعراء لقصائدهم أن تخرج من بحرها المقرّر لتدخل في بحر آخر أو في أكثر من بحر متذرّعين بأسباب شتّى حتّى غدا (التّداخل) بين تفعيلة وأخرى في المقطع الواحد و(التّنوّع) ونعني به تنوّع الأوزان بين مقاطع القصيدة، كأن يأتي أحدُ المقاطع على بحر، ويأتي المقطع الّذي يليه على بحر آخر، شائعا في نصوص العديد من الشّعراء» ابتداء بالسّياب وهو من رواد حركة الشّعر الحرّ، الّذي ضمّن العديد من نصوصه هذا التّداخل الإيقاعي، كما هو الشّأن في قصيدته: (في المغرب العربي) الّتي اعتبرت أولى النّماذج في ذلك، إذا زاوج فيها بين إيقاعي الوافر والرّجز، «وهو بهذا الصّنيع يحدث صدمة إيقاعيّة لا عهد للمزاج السّائد بها، ولاعهد للقصيدة العربيّة التّقليديّة بها» أيضا، وحسَبِ الشّيخ جعفر في قصيدته: (هي المسؤولة الذّهبيّة) إذ صخّر لها: المتدارك، والرّجز، والمتقارب، وشاذل طاقة؛ صاحب: (انتصار أيوب) الّذي أنشأه على ثلاثة بحور: الوافر والمتقارب والرّمل، وسامي مهدي في: (لوبا) الّذي أقام وزنه على اثنين: الكامل والرّمل، ثمّ توالت عمليّة الخوض في هذه التّجربة لدى شعراء السّتينيّات والسّبعينيّات العرب، إلى أن حطّت رحالها في مضارب السّبعينيين الجزائريين، حتّى صار كلّ ذلك ظاهرة لافتة للانتباه، تدعو إلى الاهتمام والعناية، لما لها من تأثير في البناء الموسيقيّ ليس على النّصّ نفسه، بل على صاحبه والمتلقي فيما بعد، والدّرس النّقديّ في الأخير«فتنوُّع الإيقاع يؤدّي إلى تنوّع الاستجابة من قارئ إلى آخر، ومن مقطع إلى آخر داخل النّصّ الواحد، وإن كان لهذا التّنوّع مبرراته النّفسيّة والفنيّة بالنّسبة للشّاعر، فإنّه بلا شكّ سوف يؤدّي إلى تنوّع التّقبّل، وإلى الفهم إذا أحاط القارئ بعوالم النّصّ والشّاعر» معا.

الكلمات المفتاحية

التّداخل الإيقاعيّ; الشّعر السّبعينيّ ; الجزائريّ;