مجلة النقد و الدراسات الأدبية و اللغوية
Volume 5, Numéro 1, Pages 145-155
2017-04-16

البوليفونيّة اللّسانيّة: قراءة أسلوبيّة جديدة في رواية "كتاب الأمير" لواسيني الأعرج.

الكاتب : محمّد مرزوق .

الملخص

يرفض باختين أطاريح الأسلوبيّة التّقليديّة المُتصوْرِنة داخل مُعطى التّعبير الفرديّ،ويقترح أسلوبيّة تفاعليّة جديدة تقوم على إبراز دور الآخر خلال عمليّة التّبادل اللّفظيL’échange verbale ، بوصفه شراكةً بين المتكلِّم والمستمع. وتطبيقا لهذه الرؤية سنحاول مقاربة نصّ " كتاب الأمير" لواسيني الأعرج من خلال إخضاعه لقراءةٍ أسلوبيّة جديدة تجعل من الرواية فضاءًا تبرُز فيه أنماط شتٍّى من الأساليب البوليفونيّة. يعدّ مشروع باختين ونظريّته الحواريّة تجاوزا للّسانيّات الكلاسيكيّة وما نتج عنها من درس بنيويّ وأسلوبيّ تقليديّ. ذلك أنّه رفض التّوجّه الذي تعاملت به مع اللّسان بوصفه نسقا لغويّا مغلقا ومُصوْرَنا،فراحت تُخضِعه إلى مقاييس العلوم التّجريديّة حين قاربته من خلال استِنطاق جزئه الماديّ واختزلته في موادّه وبناه اللّسانيّة (التّركيبيّة والصّوتيّة فقط). فتقوْقعت نتيجةً لذلك هذه المقاربات داخل حدود الجملة الواحدة،مُقْصِية آفاق النّص الخارجيّة وغير مكترِثة بمقاصده بدعوى أنّه ليست لتلك النّوايا أيّة تمظهرات شكليّة على مستوى النّص. من أجل ذلك جاءت صرخة باختين داعيةً إلى ضرورة التّعامل مع اللّسان من خلال حركيّته وبعده التّواصليّ،ضمن مقاربة سوسيوـ لسانيّة.إذ ينطلق باختين من مبدأ جوهريّ يقوم على أنّه لا يوجد تعبيرٌ(كلام)غير مرتبطٍ بعلاقات جوهريّة مع تعبيرات أخرى،مُمتدّةٍ عبر استِخدامات سابقة ولاحقة بوصفها ملافيظ (نصوصا) لمستخدِمين سابقين ولاحقين. ومن ثمّة ضرورة تبنّي علمٍ جديد أسماه باختين بعبرـ اللّسانيّات يهدف إلى تجاوز المجال اللّسانيّ المغلق إلى مجال أرحب يُنظر فيه إلى الكلام (النّص) بوصفه مُشكّلا من موادّ لسانيّة وأخرى خارج لسانيّة، تتنفّس جميعُها داخل شبكة مرتبطة عبر سلسلة نصّيّة،تؤطّرها عمليّة التّبادل اللّفظيّ.

الكلمات المفتاحية

البوليفونيّة اللّسانيّة- قراءة- أسلوبيّة - رواية -كتاب الأمير-واسيني الأعرج.