افاق فكرية
Volume 4, Numéro 2, Pages 216-231
2016-10-12

البوليفونيّة اللّسانيّة: قراءة أسلوبيّة جديدة في رواية "المخطوطة الشّرقيّة" لواسيني الأعرج

الكاتب : مرزوق محمّد .

الملخص

يعدّ مشروع باختين ونظريّته الحواريّة تجاوزا للّسانيّات الكلاسيكيّة وما نتج عنها من درس بنيويّ وأسلوبيّ تقليديّ. ذلك أنّه رفض التّوجّه الذي تعاملت به مع اللّسان بوصفه نسقا لغويّا بحتا ومُصوْرَنا،فراحت تُخضِعه إلى مقاييس العلوم التّجريديّة حين قاربته من خلال استِنطاق جزئه الماديّ واختزلته في موادّه وبناه اللّسانيّة (التّركيبيّة والصّوتيّة). فتقوْقعت نتيجةً لذلك هذه المقاربات داخل حدود الجملة الواحدة،مُقْصِية آفاق النّص الخارجيّة وغير مكترِثة بمقاصده بدعوى أنّه ليست لتلك النّوايا أيّة تمظهرات شكليّة على مستوى النّص. من أجل ذلك جاءت صرخة باختين داعيةً إلى ضرورة التّعامل مع اللّسان من خلال حركيّته وبعده التّواصليّ،ضمن مقاربة سوسيوـ لسانيّة.إذ ينطلق باختين من مبدأ جوهريّ يقوم على أنّه لا يوجد تعبيرٌ(كلام)غير مرتبطٍ بعلاقات جوهريّة مع تعبيرات أخرى،مُمتدّةٍ عبر استِخدامات سابقة ولاحقة بوصفها ملافيظ (نصوصا) لمستخدِمين سابقين ولاحقين. ومن ثمّة ضرورة تبنّي علمٍ جديد أسماه باختين بعبرـ اللّسانيّات يهدف إلى تجاوز المجال اللّسانيّ الضّيّق إلى مجال أرحب يُنظر فيه إلى الكلام (النّص) بوصفه مُشكّلا من موادّ لسانيّة وأخرى خارج لسانيّة، تتنفّس جميعُها داخل شبكة مرتبطة عبر سلسلة نصّيّة،تؤطّرها عمليّة التّبادل اللّفظيّ. وتاليا يؤكّد باختين على طبيعة الكلام الاجتماعيّة،إذ بالرّغم من وصفه إنجازا فرديّا لا يفتأ باختين يذكّر بأنّ الكلمة هي الحلبة التي تتواجه فيها كلّ النّغمات accents الاجتماعيّة المتعارضة،لأنّه يرى بأنّ الكلام محرّك التّحوّلات اللّسانيّة لا ينفكّ يرتبط بشروط التّواصل المقترِنة بالبنيات الاجتماعيّة ضمن إطارٍ عام يتغذّى من تصوّرٍ حواريّ يغدو معه اللّسان (في صورة النّصّ والخطاب) مكتسِيًا بجلباب الحواريّة التي تعني بحسب باختين كافّة أشكال حضور الآخر داخل خطاب الأنا. وهو ما لا يتأتّى إلاّ من خلال مسار تفاعليّ بين وعيين وعي فرديّ ووعي آخر،وعيٍ مُستلهِم ووعي مستلهَم.

الكلمات المفتاحية

النظرية الحوارية، باختين، واسيني الاعرج، المخطوطة الشرقية، القراءة الاسلوبية