الإبراهيمي للآداب والعلوم الإنسانية
Volume 2, Numéro 2, Pages 157-171
2020-06-15
الكاتب : اعمر هرموش .
ارتبطت السلطة بأوّل اجتماع للجنس البشري في بناء أولى مستعمراته على الأرض ثم بدأت تتطور بتطور المجتمعات وتنظيـماتها التي لم تكن بمعزل عن السلـطة تقريبا، ولذلك تعدّ مسألة السلطة من أهم ما شغل الفلاسفة وما تزال كذلك، لكن في الغالب عندما يجري الحديث عن السلطة يتبادر إلى الأذهان أجهزة الجيش والأمن والحروب ... أي تختزل السلطة في أجهزة الدولة، لكونها في الكثير من الأحيان تقترن بالمقاومة، فمفهوم السلطة احتل حيزا هاما في التأصيل الفلسفي سواء من الجانب السياسي أو القانوني أو الاجتماعي فالسلطة محايثة للإنسان منذ بداياته الأولى حتى تناهيه إذ نجده يمارسها سواء كان محكوما أو حاكما في شتى مجالات الحياة وهذا ما يسمى بالمشترك أي السلطة المشتركة. كرّس فوكو نفسه من أجل إخراج السلطة من الحلقة السياسية والبحث الفلسفي دافعا بها إلى دائرة الواقع، رافضا أن تكون السلطة موضوعا سياسيا، حيث وقف عند بنيتها الإستراتيجية وآليات عملها، محللا علاقاتها الدياليكتية وقد تمّ هذا على يد ميشال فوكو لأول مرة فانتشرت السلطة بالمفهوم المشترك، فأصبحت شاخصة في كلّ مكان، فللطبيب سلطة يمارسها على مريضه، وللأستاذ سلطة يمارسها على تلاميذته ...، فالسلطة متأصلة في المجتمع تمارس من نقاط مشتركة لا حصر لها فهي لا ترى ولا تتكلم. فالسلطة كمصطلح يعلمه الجميع لكن في جوهره أبعاد كثيرة، لهذا كان موضوعنا حول مفهوم السلطة في فلسفة ميشال فوكو حيث حاولت استنطاق حقيقة السلطة المشتركة ودور المثقف الذي جسدته الماركسية والوجودية ومهمته صياغة مختلف القطاعات التي يتواجد فيها، حيث يرى فوكو أنّ المشكل السياسي الأساسي بالنسبة للمثقف ليس في انتقاد المضامين الإيديولوجية التي قد تكون مرتبطة بالعلم، حيث تجب الممارسة العلمية المصحوبة بإيديولوجية صائبة، وبهذا قدّم فوكو مساهمة جديدة لمفهوم المثقف والسلطة.
السلطة، المثقف، المشترك، الخطاب، الذات، المجتمع.
خنوس أشواق
.
عيادي عبد المالك
.
ص 440-459.
خنوس أشواق
.
عيادي عبد المالك
.
ص 123-134.