دراسات تاريخية
Volume 4, Numéro 1, Pages 9-22
2016-08-01

جوانب من حقوق المرأة المدنية في القوانين الرافدينية

الكاتب : قصي منصور التركي .

الملخص

يرى عدد من الباحثين أن المرأة في العصور الأولى للتاريخ لم يكن لها الحق في التصرف بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية، وكانت في الغالب تؤكل حقوقها وتضطهد وترهق وتعامل معاملة سيئة لا رأي لها ولا قرار(1). وللرد على ذلك، يمكن القول بادئ ذي بدء إن مكانة المرأة في أولى التجمعات البشرية القروية في بلاد الرافدين قد ارتقت الى مرتبة تفوق ما يمكن أن يتخيله المجتمع الذكوري وحتى النسوي في وقتنا الحاضر، حيث اعتبرت المرأة إلهة أو ما يرادف كلمة إلهة أي "ربة"، وتبدو هذه الصورة أكثر وضوحا في العلامة الدالة التي كتب بها اسم المرأة في الخط المسماري، منذ منتصف الألف الرابع ق.م. وهي عبارة عن صورة نجمة داخل بيت، وقد قرأت العلامة باللغة السومرية "أمَ" (AMA/UM/UMU) و"أُمُّ" (ummu) باللغة الاكدية من منتصف الالف الثالث قبل الميلاد، ومن هذا اللفظ اشتق اسم "أميانُ" (ummianu) الذي ترجم إلى عالِم أو مثقف(2)، أما الرسم الصوري الخاص بلفظ المرأة وتطوره عبر العصورـ في الشكل أدناه، فعبارة عن نجمة داخل البيت، وكما هو معروف فان علامة الألوهية في الكتابات السومرية من الألف الثالث قبل الميلاد هي النجمة(3). وبذلك يكون معنى العلامة: "اله داخل البيت"، وبمعنى اخر رب داخل البيت(4). وهذا يقربنا من مهنة المرأة التي لا تعمل في زماننا هذا حيث ننعتها بربة البيت على الرغم من مرور أكثر من أربعة آلاف عام على تلك التسمية. بل ان كلمة حرية الاكثر اهمية في تاريخ البشرية القديم والحديث، مرتبط بالمرأة الأم، وتلفظ باللغة السومرية "أمارگي4" (AMA.AR.GI4)، وهذه الكلمة تتألف من ثلاثة مقاطع، الأول ويلفظ "AMA" ويعني الأم، والمقطع الثاني يلفظ "AR" وهو حرف جر بمعنى "إلى" والمقطع الثالث يلفظ "GI4" ويترجم الى "يعود" أو "العودة" وبذلك يكون معنى الكلمة كاملا "العودة إلى الأم"، فعودة الاشياء الى أصولها أو النفس البشرية إلى الأم بمثابة منحها الحرية(5

الكلمات المفتاحية

المرأة.بلاد الرافدين.الحقوق.المجتمع الذكوري