دراسات اجتماعية
Volume 7, Numéro 2, Pages 90-101
2015-11-01

تصور مرتكبي الحوادث وأقرانهم غير المرتكبين للآثار المترتبة عن حوادث الطرق

الكاتب : علي طالب محمد ضو .

الملخص

لا يمر يوم دون حادث اصطدام مروع يحصد العديد من الضحايا ويخلف وراءه إصابات خطيرة تترك آثارها على المصابين لسنوات طويلة حيث تودي حوادث الطرق بحياة 1.3 مليون نسمة كل عام وتتسبّب في إصابة أو إعاقة زهاء 50 مليون آخرين. وتمثّل تلك الحوادث أهم أسباب الوفاة في صفوف الفئة العمرية 15 أعوام-29 عاماً. إن الازدياد المضطرد في حوادث الطرق سنويا في العالم بشكل عام وفي ليبيا بشكل خاص يدفع المختصين الى زيادة الاهتمام بهذه المشكلة من خلال توفير كل الوسائل الممكنة والتي تحد من عدد الخسائر البشرية. ومن المؤسف أن الدول العربية وبالتحديد ليبيا تحتل المراتب الأولى في قائمة أعلى معدلات وفيات حوادث الطرق على مستوى العالم، وذلك بحسب مؤشرات منظمة الصحة العالمية (2006 )، مما يضع هذه المشكلة الكبيرة في مقدمة المشاكل التي يعاني منها المجتمع الليبي حيث افتقار الشوارع والطرقات إلى أدنى معايير السلامة والأمان، ويلقي على القائمين فيها مسؤولية كبيرة في الحد من هذا المعدل المرتفع لوفيات حوادث الطرق، والعمل على تحسيين معايير السلامة والأمان، وزيادة الوعي العام حول القيادة الآمنة لدى مستخدمي الطرق، خاصة وأن هذه المعدلات مرشحة للإرتفاع بشكل كبير، بسبب الزيادة المضطردة في أعداد المركبات المستخدمة وخاصة استيراد المركبات التي انتهى عمرها الافتراضي. ويعتبر الإنسان والذي يشكل الثروة الحقيقية للمجتمع جوهر أسباب حوادث الطرق وحجر الزاوية فيها ، وهو المسئول عنها والمتسبب فيها ، وهو الذي يتحمل نتائجها وعواقبها وآثارها السلبية المتمثلة في الخسائر البشرية والمادية التي تتجسد في الوفيات والعاهات والإعاقات الى جانب الخسائر الإقتصادية التي أُخذت ترهق ميزانيات الدول بما تدفعه من تعويضات ، وبما تسببه تلك الحوادث من أضرار معنوية تتمثل في معاناة وآلام المتضررين منها والتي لا تنعكس عليه وحده فحسب بل تمتد إلى أسرته والمجتمع بأسره ، وبما تعكسه من إنطباع عن سوء إنضباط عدد من مستخدمي الطريق من السائقين أو المشاة.

الكلمات المفتاحية

مرتكبي الحوادث؛ حوادث الطرق؛ الوقاية؛ الآثار الاجتماعية