دراسات اجتماعية
Volume 7, Numéro 2, Pages 25-38
2015-11-01

التلوث الصناعي في الجزائر: قراءة في الأسباب والآثار

الكاتب : سعيدي وهيبة .

الملخص

بدأ انتشار التلوث في العصور الغابرة عندما أخذت مجموعات كبيرة من الناس تعيش معاً في المدن، واتسع باتساع هذه المدن. وقد تسببت الممارسات غير الصحية، وموارد المياه الملوثة، في تفشي الأوبئة الجماعية في المدن القديمة وأصبحت المشاكل البيئية أكثر خطورة، واتسع نطاقها، في القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر، خلال الحقبة المسماة بالثورة الصناعية، التي بدأت في إنجلترا ثم انتشرت إلى الأقطار الأوروبية الأخرى وأمريكا الشمالية. وقد تميزت هذه الفترة بتطور المصانع وازدحام المدن. وكانت المصانع، خلال فترة الثورة الصناعية، تستمد معظم طاقتها من الفحم الحجري. فمنذ بزوغ الثورة الصناعية واقتران الإنتاج بالاستخدام المكثف لمختلف الآلات وتعدد مصادر الطاقة (الفحم بأنواعه، المنتجات البترولية المختلفة، ومختلف أنواع الطاقة الإشعاعية). بحيث تنتج هذه المصادر مركبات و غازات لها تأثيرا ضارا على توازن الغلاف الجوي للأرض. ومع ازدياد التقدم الصناعي و تطوره، ازدادت الملوثات الناتجة وازداد حجم النفايات و تنوعت وبدأت تشكل خطرا على الإنسان وبيئته وهو ما يعرف بالتلوث البيئي. والجزائر من البلدان النامية التي انتهجت سياسة التصنيع من أجل تحقيق التنمية بعد الاستقلال مباشرة بعيدا عن المعايير البيئية مما جعل البيئة عرضة لما تفرزه النشاطات الصناعية من نفايات ملوثة و خطيرة على صحة كل الكائنات. وهذا ما سنبينه في مقالنا هذا من خلال التطرق إلى تعريف التلوث الصناعي كظاهرة في الجزائر وأهم مصادره وما ينتجه من نفايات خطيرة والسياسية البيئية التي اتبعتها الحكومة من أجل مكافحته.

الكلمات المفتاحية

الثلوث الصناعي؛ المصنع؛ البيئة