الآداب
Volume 16, Numéro 1, Pages 44-87
2016-12-23

رواية 2084 حكاية العربي الأخير لواسيني الأعرج سلطة التخييل التاريخي

الكاتب : فضيلة بولجمر .

الملخص

يعتمد الكثير من الباحثين في تحديد جنس الرّواية على نوع موضوعها أو شكلها... أوغير ذلك، وكان من تلك الأنواع، قولهم بــــــ"الرّواية التّاريخيّة" احتكاما إلى انتساب موضوعها إلى التّأريخ، إلاّ أنّ الواقع الرّوائي يثبت لنا انتماء مختلف النّصوص السّرديّة إلى التّاريخ العام، ولا يعود السبب في ذلك إلى اتّصالها وتناصها بالتّأريخ ولكنّ الأمر يتعلّق بالزّمان الإنساني الذّي لا ينفك إلاّ أن يكون تاريخيا، مهما دلّت أحداثه على الماضي أو المستقبل أو الحاضر، فالحياة في الزّمان تقتضي الحياة في التّاريخ. ورواية "2084 "حكاية العربي الأخير "لواسني الأعرج"واحدة من تلك الروايات التّي عبّرت عن التّاريخي من خلال استشرافها لقضايا العصر، إذ تعرض قصّة الإنسان العربي الذّي ينتهي إلى العدميّة والانقراض في سنة "2084"، حيث يفقد الوطن والأرض والثروات في عالم تسيطر فيه تحالفات جديدة أمريكية وأوربية وأنظمة التقتيل المعاصرة، والرّوائي يفزع في عرض موضوعه إلى التّاريخ مزاوجا بين الحقيقة والخيال، ويستلهم الماضي لبناء المستقبل، معتمدا على آليات عديدة في التّصوير؛ الانتقاء، التركيب، التأثيث.... وهو في ذلك يحاول أن يتجاوز الواقع المرآوي المعطى لكنّه سيقع في وهم المرجع، خاصّة عندما يكون موضوعه مستلهما من موضوع رواية "1984" لجورج أورويل التّي يتعالى معها أسلوبا وفكرة في أغلب الأحداث، ولذلك كان رهان الكتابة في هذه الرّواية هو البحث في اللّاواقع واللاّتاريخ لإنتاج الممكن التّاريخي.

الكلمات المفتاحية

رواية 2084 حكاية العربي الأخير، واسيني الأعرج، التخييل التاريخي