حوليات الآداب واللغات
Volume 2, Numéro 1, Pages 11-28
2014-10-15

بلاغة الخطاب وإبلا ةغي التأويل في محاورات أبي حيان التوحيدي

الكاتب : عبد القادر العربي .

الملخص

اسـتطاع التوحيــدي أن يـذيب الحــدود الجدليــة بـين الفكــر والمتعـة في خــط واحــد وذلـك لـيس باليسـير ؛ فهـو العـالم المفكـر والمسـامر الـذكي مـع الإجـادة في الإرسـال بمسـحة مـن الـروح الطلقـة ويجمـع بـين أطـراف المتناقضـات المعقـدة بسلاسـة ويسـر دون الإحسـاس بالصعوبة فهو فعلا أدرك طبيعة الرسالة التي يحملها فأبدع في إرسائها فكريا وأدبيـا، وقلّمـا نجـد هـذه الثنائيـة في كتبنـا التراثيـة الإسـلامية والعربيـة عمومـا. َ حيـث بـنى فكـرهُ علـى التنـوع الثقـافي والحضـاري جـاء بنـاء لمسـؤولية معرفيـة تفـرض ذاـا علينـا وعلـى كـل باحـث يقـف ّ علــى المختلــف الــذي يفيــد ؛ لأن التوحيــدي يبــدو عليــه الاطــلاع علــى الــتراث اليونــاني المترجم وخاصة فكرة الدراما والصراع فيها ومقابل ذلك احترام الذوق العربي الذي لم يعتـد علــى الصــراعات الفنيــة والمعقــدة وخاصــة في وصــف الأعمــاق البشــرية لشــديدة التشــابك وأيضـا تماشـيا مـع نظـرة اتمـع العـربي للقاضـي والـذي لم يضـعه في منزلـة مرموقـة ، والفعـل الــذي قــام بــه التوحيــدي لم يــر في نفســه إلا صــورة العلــوم الرفيعــة الفلســفية والأدبيــة ، ّ والصوفية تجلب في طرحه القضايا الفكرية ذات الصبغة الجادة ، وهـي قضـايا عقليـة تحـوي ثنائيـة جدليـة بـين المتناقضـات وسـعى بكـل مـا يملـك إلى توضـيح التعـايش وأنـه لا حـدود جدليــة متنــافرة بــين أقطــاب القضــية الواحــدة وأوجــد صــيغة توفيقيــة تســعى إلى التصــالح والتنــاغم وتـرى العــالم مــن خــلال رؤيــا متكاملــة فكــان عرضــه بــين الإقنــاع والإمتــاع معــا، فيـترك المتلقـي ممتلئـا بالإعجـاب بـه بـين العقـل والوجـدان وهـو أوفى قناعاتـه . ّ إن أبـا حيـان مثقـف موهـوب بكـل مـا تحمـل هاتـان الكلمتـان مـن معـان والموهـوب دائمـا شـديد الاعتـزاز بنفسـه لأنـه يـؤمن بأهميتـه وامتيـازه ، ّ إن هـذا الصـراع بـين مـا يشـعر بـه الرجـل ومـا اضـطرته الأيــام إلى ســلوكه ، كــان يــؤرق حياتــه وكــان يؤلمــه ولا نســتطيع أن نفصــل الرجــل عــنبلاغة الخطاب وإبلا غية التأويل في محاورات أبي حيان التوحيدي الأستاذ : عبد القادر العربي 12 عصـره ؛ ذلـك العصـر الـذي اتسـم بالتـذلل والخضـوع لأصـحاب الشـأن ، كـان التوحيـدي يعاني من الم ّ سـألة ويطلـب مـن االله أن يغنيـه عـن النـاس ممـا يـدل علـى أنّـه كـان متألمـا مزدريـا ّ لنفسـه الـتي تمـد يـدها طالبـة الرفـد عنـد مـن لا يسـتحقون ، وكـان يؤلمـه أن يسـتخدم أدبـه وسيلة للثراء أو جمع المال. اســـتطاع التوحيـــدي أن يوفـــق بـــين متضـــادين ) ّ الجديـــة في الطـــرح والمرونـــة في الخطــاب ، ( كمــا اســتطاع أن يــذيب الحــدود الجدليــة بــين الفكــر والمتعــة في خــط واحــد وذلـك لـيس باليسـير ؛ فهـو العـالم المفكـر والمسـامر الـذكي مـع الإجـادة في الإرسـال بمسـحة مـن الـروح الطلقـة ويجمـع بـين أطـراف المتناقضـات المعقـدة بسلاسـة ويسـر دون الإحسـاس بالصــعوبة فهــو فعــلا أدرك طبيعــة الرســالة الــتي يحملهــا فأبــدع في إرســائها فكريــا وأدبيــا ، وقلّما نجد هذه الثنائية في كتبنا التراثية الإسلامية والعربية عموما. فكيـف حقــق التوحيـدي مشــروع المثــاقفة ؟ ومــا هـي الإبلاغيــة الـتي حققهــا بـين شــفهية السـرد وكتابـة الخطـاب ؟ وهـل يمكننـا تحقيـق الطـرح التوحيـدي في مسـارنا الفكـري للخـروج بعقل منتج للمعرفة ؟

الكلمات المفتاحية

التوحيد .البلاغة. الخطاب. الدلالة