أبحاث
Volume 4, Numéro 4, Pages 50-63
2016-12-01

جدل التراث والحداثة في الكتابات اللسانية النصية العربية

الكاتب : مصطفاوي جلال .

الملخص

تكتسي اللغة أهمية بالغة في الحياة الإنسانية، لصلتها الوثيقة بالفكر والأفكار، فلا يمكن للإنسان أن يفكر لحظة واحدة خارج دائرة اللغة، ولا بدّ للإنسان أن يتواصل مع غيره ليعبر عن تجاربه ومقاصده وتفاعله مع الحياة وليبني علاقاته الاجتماعية الضرورية،ولا يتمّ هذا التواصل إلا باللغة الوسيلة الجوهرية التي تتكفل بحمل الوعي والفكر،بل إنّ اللغة هي التي تمنح العالم الوجود(اللغة بيت أو سكنى الوجود كما يقول"هيدجر"). كما أن اللغة تشغل حيّزا بارزا في كافة الحقول المعرفية على اختلاف مشاربها وتعدّد غاياتها. ولمّا كانت للغة هذه المكانة العظيمة فقد حظيت باهتمام الدارسين منذ القديم، ويصنّف المؤرخون الابستمولوجيون الدراسات اللغوية إلى اتجاهين مختلفين من حيث المنهج والمعطيات الإجرائية، وهما: المقاربة الشكلية للغة (وهي التي تتعامل مع اللغة في سكونيتها وثبوتيتها(ستاتيك) في سبيل معرفة بنائها والنظام الذي تقوم عليه تراكيبها...). والمقاربة التواصلية للغة (وهي التي تُعنى بدراسة اللغة في حيويتها وديناميكيتها، أي أثناء استعمالها ما بين البشر في سياقاتها المتعددة).وفي التراث اللغوي العربي نجد اهتماما بهذا الاتجاه(=التواصلي)، فقد كان السماع من أهم مصادر تقنين اللغة وجمعها عند الكوفيين،كما أن النحاة في تعاملهم مع الجملة (اتجاه الإفادة) يشترطون حصول الفائدة (يحسن السكوت عليه) والإفادة فكرة أو معنى يستلزم التسليم بأن اللغة لا تكون إلا في شكل منطوق في سياق تواصلي اجتماعي. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الاتجاه يتجلى بوضوح أكبر في الدراسات البلاغية العربية التي ركّزت على دراسة اللغة بربطها بالسياقات التي تكتنفها(فكرة مقتضى الحال-نظرية النظم-علم المعاني...)..ولم يقتصر الاهتمام بدراسة اللغة في السياق على العلوم اللغوية البحتة، بل تجاوز ذلك إلى علوم أخرى، إذ كانت اللغة، وفق هذا الاتجاه هي أساس الدراسة عند تفسير القرآن بربط الآيات بأسباب النزول.

الكلمات المفتاحية

التراث اللساني، اللسانيات الحديثة، اللغة، السياق، التواصل، الحقول المعرفية.