قضايا تاريخية
Volume 2, Numéro 4, Pages 48-60
2017-12-01

الموروث الحضاري العثماني في شرشال في النصف الثاني من القرن 19 م وبداية القرن 20 م من خلال وثائق المحاكم الشرعية

الكاتب : يامنة بحيري .

الملخص

من المهم أن ننفض الغبار على كثير من المواضيع التي ربما نعتبرها نحن من الثانوياتلكنها في الحقيقة يعتبرها العارفون في هذا المجال من الأساسيات، كونها تطرح نوع من التاريخ الاجتماعي والثقافي الذي حجب لمدة طويلة، وبالأخص التاريخ الإجتماعي والثقافي الذي تنفردبه حواضر المغرب خاصة تلك المواطن التي استقبلت العثمانيين واستوطنتهم . ومن بين أهم المدن التي تم اللجوء إليها منطقة شرشال حيث تم استقرار العثمانيين بها وتعايشوا مع السكان الأصليين، فكان إسهام هذه الفئة كبير في مختلف المجالات خاصة في الجانب الإجتماعي والثقافي والذي لا زلنا نلتمس آثاره إلى يومنا هذا. فمن خلال وثائق المحاكم الشرعية كعقود الزواج والطلاق والبيع والشراء وعقود التركات، نستطيع استخراج بعض العادات التي تم اكتسابها من خلال التأثر بهذه الفئة كنوعية وكمية المهور والجهاز .. كما كان لإختلاط هذه الفئة مع السكان الأصليين تأثيرا كبيرا في العادات والتقاليد مثل اللباس وكذلك الطبخ، مما جعل للمجتمع الشرشالي خصوصية ينفرد بها عن المناطق المجاورة . فالموروث الحضاري العثماني في منطقة شرشال لم يقتصر على الجانب الإجتماعي فقط بل تخطى ذلك الجانب الثقافي والمعماري كالمباني ذات الطابع العثماني، والتي لازالت آثارهاموجودة إلى يومنا هذا مثل حي عين قصيبة والحمامات... وعليه فإن قدوم العثمانيين إلى شرشال وغيرها من حواضر المغرب الأوسط كان له تأثيرا ودورا كبير في إثراء الحضارة الإسلامية في بلاد المغرب، والإسهام في جعل سكانها يعيشون في عالم يعرف المدنية والتعايش بين الأديان، امتزجت فيه شعوب أسهمت في بناء حضارة المغربالأوسط .

الكلمات المفتاحية

الموروث الحضاري/العثماني /شرشال