تطوير
Volume 6, Numéro 1, Pages 169-179
2019-06-30

التنشئة الأسرية للابن الأكبر في المجتمع الجزائري: مقارنة بين الماضي والحاضر.

الكاتب : خيــتـــر سعدية .

الملخص

تعتبر مسألة التنشئة الأسرية للابن الأكبر في العائلة من الظواهر الاجتماعية التربوية التي احتلت مكانة لا يستهان بها في الدراسات السوسيولوجية والأنتروبولوجية، سواء الكولونيالية منها، أو ما بعد الكولونيالية، نظرا للأهمية التي كان يوليها المجتمع الجزائري والثقافة المكونة للمخيال الاجتماعي به لكيفية تربية الأسرة البطرياركية للابن الأكبر، الذي يجهز منذ البداية لتولي مسؤوليات لا يمكن أن تمنح لغيره لأي سبب من الأسباب، إلا في حالة وفاته. ونظرا لمكانة الابن الأكبر هذه، كان من المهم والضروري أن تختلف تنشئته عن باقي إخوته الأصغر سنا منه، وهو ما نلاحظه جليا من خلال العديد من الدراسات المتخصصة، وفي مقدمتها البحث الشهير لجيرمين تيليون حول "مكانة الأخ الأكبر في المجتمعات المتوسطية". لكن المجتمع الجزائري في مقابل هذا عرف العديد من التحولات حاليا، والتي مست بنية الأسر ووظائفها، والعديد من الخصوصيات المرتبطة ارتباطا مباشرا بها. والسؤال المطروح هنا: كيف تقوم الأسر الجزائرية اليوم بتنشئة أبنائها الأكبر سنا؟ وهل لا يزال الابن الأكبر يمتلك نفس المكانة التي كان يحتلها في السابق والمرتبطة بوظائف ومسؤوليات محددة في ظل التغيرات السوسيولوجية التي يعرفها المجتمع في الواقع الراهن؟ انطلاقا من هنا، تسعى هذه الورقة لتسليط الضوء على مسألة التنشئة الأسرية للابن الأكبر في المجتمع الجزائري، من خلال دراسة مقارنة بين المعطيات السوسيو- أنتروبولوجية المتوفرة في الأدبيات التي تناولت الظاهرة في الماضي من ناحية، والمعطيات الراهنة في المجتمع المعاصر من ناحية أخرى، والتي تم الاعتماد في تحصيلها على دراسة ميدانية بمدينتي معسكر ووهران.

الكلمات المفتاحية

التنشئة الاجتماعية ; التغير الاجتماعي ; الابن الأكبر ; العائلة الممتدة ; الأسرة الن ; ية