الوقاية والأرغنوميا
Volume 5, Numéro 1, Pages 56-78
2011-12-20

4. ظاهرة العنف الجسدي ضد الأطفال في الاسرة والمؤسسات العمومية

الكاتب : ضـاوية بن قاسـمي .

الملخص

حظيت ظاهرة ممارسة العنف الجسدي ض  د الأاطفال باهتمام واسع، إلا أنه قّلما نجد من يتساءل عنها في صلتها الدياليكتية مع التربية في الأسرة الجزائرية وعن أسباا وآثارها، وذلك لأ ّ ن الكثيرون هم من يعتبروا آداة تأديب وعقاب لصالح الطف، ولا تقتصر هذه الملاحظة على الرأي العام والعاملين في قطاع حماية الطفولة بل شملت أيضا الباحثين في حقول التربية. فإذا كان موضوع التربية قد نال إهتماما كافياً من طرفهم، فإ ّ ن دراسة العنف في العلاقة التربوية لم يستقطب مثل هذا الإهتمام، ومن هنا تبدو أهمية دراسة هذه الظاهرة من مختلف الجوانب وبخاصة من المنظور التربوي. فمن خلال دراستنا الإستطلاعية في مصالح الطب الشرعي حول الموضوع الأصلي لبحثنا وهو العنف في المدرسة صادفتنا حالات خطيرة لأطفال"ضحايا" العنف الجسدي حيث تأكد لنا أنه هناك عنف حقيقي وخطير يمارس ض  د الأطفال في المدارس من طرف المعلمين، ولكن ما جلب انتباهنا ظاهرة غير مألوفة هي وجود أطفال مورس عليهم العنف من طرف أحد الوالدين بلغ درجة خطيرة وصلت إلى ح  د تشويه أجسادهم وإصابام بعاهات عقلية وإعاقات جسدية. وفي بعض الاحيان الموت من ش  دة الضرب والصور الفوتغرافية لهؤلاء الضحايا تعكس مأسام، وبالتالي فالعنف موجود ومنتشر في البيوت الجزائرية لكن غير مكشوف وغير معلن عنه وذا يبقى الطفل هو الضحية.و هذا لأسباب متعددة وأحياناً لا أساس لها من ال  صحة كتلك الطفلة البالغة من العمر إثنى عشر سنة يضرا أبوها بسبب أا طفلة وأن هذا الأب لايح  ب البنات ومثلها كثيرات وكثيرون. من هنا جاءت الحاجة للبحت في موضوع العنف والتعرف عن الأسباب والنتائج وتأثيرات هذا السلوك في مستقبل الأسرة بإعتبارها المؤسسة الأولى التي تقوم بعملية التنشئة الإجتماعية وتكوين شخصية الطفل الذي سيرث هذه Spencer Herbert, )" أبناء الأبناء هم إنعكاس لأبناء الأباء "Spencer" التنشئة، وكما يقول هربرت سبنسر (1974, P.137 وللتقصي أكثر عن هذه الظاهرة، اضطررنا إلى إستعمال تقنية الملاحظة المباشرة والمقابلة نصف المو  جهة على مستوى المؤسسات العمومية :مصلحة الطب الشرعي لمستشفى مصطفى الجامعي والشرطة والقضاء وهي المؤسسات التي تعالج حالات العنف الجسدي وهذا حسب رغبة ولي الضحية ولاحظنا أن عدد الحالات التي عولجت في هذه المؤسسات أقل بكثير مقارنة بالعدد الحقيقي للظاهرة وهذا لاعتبارات عديدة سوف نتطرق اليها في هذه المداخلة.

الكلمات المفتاحية

العنف الجسدي، الأطفال، الطب الشرعي،الشرطة، القضاء