مجلة الحقيقة
Volume 5, Numéro 1, Pages 134-154
2006-06-30

المنظمات غير الحكومية وحقوق الإنسان

الكاتب : صالح حمليل .

الملخص

يملك الإنسان في نزعاته ميولات يمكن حصرها في سبيلين الخير أو الشر مصداقا لقولـه تعالى  إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا•  فالميول إلى الخير وبذل الجهد من أجله عمل نقول عنه عمل طيِّب، وإذا امتدًّ هذا العمل إلى كافة الناس أشرنا إليه بأنَّه عمل إنساني. فمع تطوُّر الحضارات الإنسانية وما أحدثته الثورات الصناعية والفكرية في القرون المتأخرة ظهرت تجمُّعات وحركات تطوعية متنوعة تسعى كل واحدة منها إلى فعل الخير ونشره. وامتدَّ ذلك العمل إلى خارج الدَّولة فأصبحت تلك التجمُّعات بفعل المتغيرات الدولية تتجمَّع في تكتُّلات تتألف من أفراد من مختلف الدُّول، لتُكوّن فيما بينها ما أصبح يُسمَّى اليوم "المنظمات غير الحكومية" والتي أضحت بفعل التَّطور الكبير الذي شهدته تشكل طرفاً مهمًّا في المعادلة الدولية، خصوصاً في مجال حقوق الإنسان، هذا المجال الذي أصبح يلقى اهتمامًا واسعًا في الأوساط الدولية، خصوصًا بعد بروز اختلالات وخروقات على هذا المستوى في كثير من مناطق العالم، الأمر الذي أدَّى إلى ظهور حركات دولية غير حكومية متخصصة في مجال حقوق الإنسان، أبرزها، منظمة العفو الدولية، اللجنة الدولية للصليب الأحمر، منظمة هيومن رايتس ووتش (HRW)، المنظمة العالمية ضد التعذيب (OMCT) وغيرها من المنظمات الكثيرة التي تلعب دوراً كبيراً في الكشف عن التجاوزات والتعسفات التي تمس حقوق الإنسان في العالم، إذ تقوم هذه المنظَّمات بوضع تقارير عن تلك التجاوزات الحاصلة وتنشرها على أوسع نطاق فضلاً عن تبليغها للدول والهيئات العالمية وعلى رأسها الأمم المتحدة، لدراستها وبحث ما أمكن عمله في سبيل القضاء أو الحد من تلك الأشكال المنافية للقيم والمبادئ الإنسانية الواردة في مجمل المواثيق والعهود الدولية ذات الشأن. من هذا المنطلق سنتحدث في بحثنا هذا عن هذه المنظمات غير الحكومية ودورها في رعاية وحماية حقوق الإنسان في العالم

الكلمات المفتاحية

المنظمات، غير الحكومية، حقوق الإنسان