مجلة العبر للدراسات التاريخية و الاثرية في شمال افريقيا
Volume 1, Numéro 1, Pages 45-52
2018-01-01

توظيف الرسائل الديوانية عند القلقشندي

الكاتب : قدور وهراني .

الملخص

يعتبر القلقشندي من أكثر المؤرخين العرب استخداماً للوثيقة الإدارية، حيث تزخر هذه المؤلفات بالعديد من الوثائق حتى أصبح جزءاً من منهجه في الكتابة التاريخية. وترجع أهمية دراسة الوثيقة التاريخية عند القلقشندي إلى المناصب التي اسندت له حيث مارس عدة وظائف في ظل الإدارة المملوكية. وبذلك يمكن أن نعتبر اهتمام القلقشندي بدراسة الوثيقة الإدارية نابعا من وظيفته، وكان الغرض من استعمال الوثائق عند القلقشندي إلى إيمانه بأهميتها في دعم الفكرة، أو الموضوع الذي يتناوله، فأورد العديد من الرسائل والمكاتبات المتبادلة بين ملوك الدول والأمراء وأرباب الوظائف الديوانية. كما دل اهتمامه بالوثيقة الإدارية إلى رغبته في زيادة توثيق مادته العلمية، لذا حرص على مشاهدة وقراءة معظم الوثائق التي ذكرها، مشيراً على مصادرها في معظم الأحيان وأماكن وجودها وقد سار القلقشندي في نقد الوثيقة بالتطرق لها من ناحية الشكل الداخلي (المضمون) والخارجي(الشكل) على الطريقة الحديثة: فبنسبة للنقد الخارجي (الشكل): فقد قام بوصف الوثائق التي اطلع عليها. من ناحية قِطَع الورق وأنواعه، وأغراض استعمال كل واحد، نوع الخط، والقلم، وترتيب الكتاب على الورق، ومقدار البيضات (الفراغات) على جوانب الورقة، في كل نوع من أنواع الوثائق. أما النقد الداخلي فتشير النصوص الكثيرة التي قدمها القلقشندي إلى اتخاذه نهجا علمياً وعمليا في نقد الوثيقة قائماً على النقد المقارن في بيان الفرق بين المكاتبات الصادرة من الخلفاء سابقاً وفي زمانه، وتعتبر صياغة الوثيقة الإدارية أكثر ما اهتم به القلقشندي لقد استطاع القلقشندي أن يتميز في طريقة التعامل مع الوثيقة التاريخية ويخصص لنفسه منهجا خاصا مبني على اجتهاده ومزودا بالرصيد الوثائقي الذي يملكه بفضل المناصب التي شغلها.

الكلمات المفتاحية

الرسائل الديوانية- القلقشندي- صبح الأعشى